السبت، مارس 01، 2014

الازدواجية فى حياتنا المصرية

من الواضح ان معظم الناس ان مكانش كلهم عندهم هسس فى دماغهم ... وان الازدواجية اللى عاشوا بيها واتعلموها من الدنيا مأثرة على تفكيرهم ... ومما لا شك فيه ان مقهوم الازدواجية معشش فى الناس زي التنفس وزي الدم اللى بيجرى فى العروق ويتجلى ذلك فى ان الواحد لازم يحافظ على مظهره حتى لو مكانش لاقى ياكل .... او ينتقد الاخرين وهوة مليان عبر وبلاوي ... او ان صورتنا قدام الناس اهم من صورتنا قدام نفسنا ... او اننا نصلى نصوم وفى نفس الوقت نسرق ونرتشي وندور على واسطة او ان موقف معين لو جاى فى مصلحتى يبقى صح (ولو كان الموقف خطأ) ولو مش فى مصلحتى يبقى غلط (ولو كان الموقف صح) .... 

الناس تبحث عن التغيير ... تبحث عن زيادة المرتبات ... تبحث عن العيش فى رفاهية .... وفى المقابل تلاقى الواحد من دول يروح شغله ... يفطر ويشرب شايه ويرغى مع زمايله ... ويبص فى ورقتين وهوب الساعة بقت اتنين ياللا نروح علشان نلحق نروح الشغل التاني اللى برضه مش بيبذل فى اداءه اى مجهود ... لانه اتعود على الرحرحة ... وبالتالى لما تيجي تخصم منه يدعى انه ازاى وانا مش عارف ايه وانا اللى بعمل كل حاجة ... ودة ان دل على شئ فيدل على ان الناس مش بتعمل اللى عليها .... او بتدعى انها بتعمل اللى عليها ... ودة فى حد ذاته غلط ...

نوع موبايلك مهم جدا لحياتك الاجتماعية لصورتك قدام الناس زكل ما كان موبايلك حديث دل ذلك على مدي راحتك ورحرحتك فى شغلك وانت قد ايه مبسوط ... اللى يجي يبص بقى انت عملت ايه علشان تجيب الموبايل دة ... يلاقيك طافح الكوتة ومخانق امة محمد علشان تجيب القرش على القرش ، او انك ارتشيت او سرقت مجهود حد من زمايلك او نصبت على حد وانت فاكرها شطارة ....

انا هنا لا اتكلم عن كم الناس اللى فعلا مش لاقية تاكل ولا فعلا مش لاقية شغل وبتتمنظر ... 

انا باتكلم على الناس اللى يهمها صورتها قدام الناس التانية ... سواء فى محيط الاصدقاء او العائلة او العمل او النادي او اى مجتمع اخر ...

صارت الكماليات هى هدف حياتنا .....
لازم يكون عندنا تلفزيون علشان مفيش بيت من غير تلفزيون ....
لازم يكون عندنا تكييف علشان الدنيا حر ومفيش بيت دلوقتى من غير تكييف ...
لازم نجيب موبايل احدث طراز علشان الفيس والنت والالعاب ....
لازم نجيب عربية علشان المواصلات زحمة ....
لازم نجيب غسالة فول اوتوماتك 12 او 16 برنامج علشان نغسل كل حاجة لوحديها ...
لازم نجيب تلاجة بتعمل تلج ومية من برة وشاشة ديجيتال عشان انا مش اقل من بنت خالتى ...
لازم نغير الانتريه ونجيب واحد جديد .... علشان بنت عمتى غيرت ...
لازم نصيف السنة دي فى الغردقة علشان مرات اخويا راحت تصيف فى شرم ...
لازم اعمل مش عارف ايه ...علشان انا اتعودت اعمله كل سنة ....
لازم ادخل عيالى مدرسة لغات بالافات علشان يطلعوا احسن منى ...
لازم اجيب مدرسين علشان العيال تعرف تحفظ كويس ... ويجيبوا 100% فى الثانوية العامة ... 
لازم نبيض الشقة علشان لونها بقى مش على الموضة ...
لازم نجيب شقة فى اسكندرية او السخنة او 

لازم .. لازم .. لازم 

وكل الحاجات الملزومة فى رقبة كل واحد فينا لازم يعملها 
عشان ايه ... مش عارف ... 
مع اننا لو بسطنا حياتنا الحياة حتبقى احسن واجمل وانقى ....

نسينا كل الاخلاق وعلمنا اطفالنا كل الموبقات 
نسينا كل القيم واتعلمنا كل الوساخات 
نسينا ربنا ومش افتكرناه الا فى رمضان ويوم الجمعة وفى الكوارث 
نسينا اننا بني ادمين وان الحياة مش النهاية ... 
دي مجرد البداية ....