الأحد، أغسطس 21، 2011

قصة الدجال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب .. ألا إنّه أعور ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه : " ك . ف . ر" متفق عليه .

بهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عن المسيح الدجال .

فقال له أصحابه : يا رسول الله ؛ أكثرْتَ الحديث عنه ، فخفنا ، حتى ظنناه قريباً منا ، وكأنه سيطلع علينا بعد قليل من ناحية هذا النخيل .

قال صلى الله عليه وسلم : غيرَ الدجال أخوفني عليكم ، إذا خرج فيكم فأنا حجيجه دونكم – أكفيكم مؤونته - ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيجُ نفسه – فكل منكم مسؤول عن نفسه - ، والله خليفتي على كل مسلم .

قالوا : يا رسول الله صفه لنا .

قال : إنه شاب شديد جعود الشعر ، عينه اليمنى بارزة ناتئة كأنها عَنَبةٌ ، قد ذهب نورُها ، أعور ، يدّعي الألوهية ، مكتوب على جبينه : كافر ... يرى المؤمن ذلك واضحاً .

قالوا : فمن أين يخرج يا رسول الله ؟.

قال : يخرج من طريق بين الشام والعراق ، فيعيث فساداً في الأرض أينما ذهب .

قالوا : فما لبثه في الأرض ؟ - كم يبقى في الأرض –

قال : أربعون يوماً : يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم .

قالوا : يا رسول الله ؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ - فالصلاة للمسلم كالماء للحي ، لا يعيش دونها .

قال : لا : اقدروا له قدْرَه ... - فلا بد من تقسيم الوقت في هذا اليوم ، وكأنه سنة - .

قالوا : فمن يتبعه ؛ يا رسول الله ؟ .

قال : يتبع الدجالَ - من يهود أصفهان – سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " ثياب اليهود المزركش بالأخضر " .

قالوا : يا رسول الله ؛ كيف سرعته في الأرض ؟.

قال : كالغيث استدبرته الريح – إسراع المطر الذي تسوقه الريح بشدة ، فيصل إلى كل بقاع الأرض - .

قالوا : أيدخل كل البلاد ويفسدها؟! .

قال : ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ، إلا مكة والمدينة ، تحول الملائكة بينه وبينهما صافـّين يحرسونهما . فإن وصل المدينة نزل بالسبخة القريبة منها ، فترجف المدينة ثلاث رجَفات ، يُخرج الله منها كل كافر ومنافق .

قالوا : فماذا نفعل ، إن ظهر ونحن أحياء ؟

قال : انفروا في الجبال ، ولا تقفوا في طريقه ، فما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمرٌ أكبر من الدجال ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف .

قالوا : فما الذي يفعله ؟!

قال : يأتي على القوم ، فيؤمنون به ، ويستجيبون له . فيأمر السماء ، فتمطر، والأرضَ فتنبت، وتعود عليهم إبلهم وبقرهم وأغنامهم ضخمة الأجسام ، ممتدة في الطول والعرض سِمَناً ، ويكثر لبنُها . – وهذا استدراج كبير نسأل الله الثبات على دينه - .

ويمر بالخِربة التي هجرها أهلها منذ غابر الأزمان ، فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كذكور النحل المجتمعة ، فيزداد أتباعُه به ضلالاً .

ويأتي على القوم ، فيدعوهم ، فيردون عليه قوله ، ويثبتهم الله على الإيمان ، فينصرف الدجال عنهم ، فيصبحون ممحلين ، ينقطع الغيث عنهم ، وتيبس الأرض والكلأ ، ليس في أيديهم شيء من أموالهم ولا أنعامهم ، نسأل الله أن يثبتهم على دينهم .

قالوا : يا رسول الله ؛ أمعه شيء غير هذا ؟.

قال : نعم .... فمن ذلك أن الدجال يخرج ومعه ماء ونار . فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد وعذب . فمن أدركه منكم فلْيقعْ في الذي يراه ناراً ، فإنه ماء عذب طيب .

قالوا : يا رسول الله ؛ أفلا نحاجه ، ونكذّبه ؟ .

قال : لا يظنّنّ أحدكم أنه قادر على ذلك . فإذا ذهب إليه فتنه ، فتبعه ، فضلّ وكفر .

قالوا : فمن أعظم شهادة عند رب العالمين إذ ذاك ؟.

قال : يتوجه إليه رجل من المؤمنين ، فيتلقّاه مقدّمة جنود الدجال ... فيقولون له : إلى أين تذهب أيها الرجل ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه إله ... فيتعجبون من جوابه ، ويسألونه : أوَ ما تؤمن بربنا ؟! فيقول : هذا ليس رباً ، إنما ربكم الذي خلق السموات والأرض ، وما هذا إلا مارق كافر .

فيثورون فيه ، ويتنادَون لقتله ، ويهمّون بذلك ، لولا أن كبيرهم يذكّرهم أن الدجال أمرهم أن لا يقتلوا أحداً حتى يُعلموه بذلك . فيقيّدونه وينطلقون به إلى الدجال .

فإذا رآه المؤمن صاح بأعلى صوته : أيها الناس ؛ لا يغرنكم هذا الشيطان ، فإنه أفـّاك دجال ، يدّعي ما ليس له ، هذا الذي حذركم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فيشتد غضب الدجال ، ويأمر زبانيته ، فيوثقونه مشبوحاً ، ويوسعون ظهره وبطنه ضرباً . فيقول الدجال مغضباً آمراً رجاله أن يُؤذوه ويشجوه ، فيزداد الرجل المؤمن إيماناً .

حينذاك يأمر الدجال رجاله أن ينشروه بالمنشار من رأسه إلى أن يفرق بين رجليه ، فيفعلون ، ويُبعدون القسمين أحدهما عن الآخر ... فيمشي الدجال بينهما مستعرضاً ألوهيته ، فيخر الناس ساجدين له ـ فينتشي عظمة وخُيلاء .

ثم يقول له : قم .. فيقترب النصفان ، فيلتحمان ، فيعود الرجل حياً ، فيقول له الدجال : أتؤمن بي إلهاً ؟ . فيتهلل وجه المؤمن قائلاً : ما ازددت فيك إلا بصيرة ، وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنك ستفعل بي ذلك .

ينادي الرجل بأعلى صوته : انتبهوا أيها الناس ، إنه لن يستطيع أن يفعل بعدي بأحد من الناس شيئاً ، لقد بطل سحره ، وعاد رجلاً مسلوب الإرادة كما كان . فيأخذه الدجال ليذبحه ، فلا يستطيع إليه سبيلاً ، لأن الله تعالى جعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً ، فيأخذ الدجال بيديه ورجليه فيقذف به . فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنة .

فهذا أعظم شهادة عند رب العالمين .

قالوا : يا رسول الله ؛ كيف ينقذنا الله من فتنة الدجال ؟

قال : في هذه اللحظة – حين يبلغ السيل الزبى – يرسل الله أخي عيسى ، ليكون السهم الذي يصمّ به عدوّ الله وعدوّكم .

قالوا : وأين يكون عيسى عليه السلام ، يا رسول الله ؟.

قال : إنه في السماء ، رفعه الله تعالى إليه حين مكر اليهود به ، وأرادوا قتله . ورعاه هناك ليعود إلى الأرض في الوقت الذي قدّره الله تعالى ، وللأمر الذي يريده سبحانه .

قالوا : صفه لنا ، يا رسول الله ؟ .

قال : ينزل عند المنارة البيضاء ، شرقيّ دمشق ، يلبس ثوبين جميلين ، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه انحدر منه ماء الوضوء ، وإذا رفع رأسه انحدر منه قطرات الماء كأنها اللؤلؤ الصافي . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا أن يموت ،وينتهي نفَسُه إلى حيث ينتهي طَرْفُه.

قالوا : أليس في ذلك الوقت جماعة للمسلمين ؟.

قال : بلى ، إنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعد أن مُلئت جَوراً وظلماً . ينصر الله المسلمين على يديه ، إنه من آل بيتي ، من ولد الحسن بن علي ، وهو الذي يفتح روما عاصمة الروم " الإيطاليين " ، يبيد جيوش أوربة الكافرة .

قالوا : ولم يجتاح الدجال البلاد ، والمسلمون أقوياء إذ ذاك ؟! .

قال : ألم أقل لكم : إنها الفتنة الكبرى ، حيث يرتد كثير من المسلمين على يد المسيح الدجال .

قالوا : وأين يكون المهدي ؛ يا رسول الله ؟

قال : في القدس يحاصره الدجال ، ويحاول اقتحامها ليجعلها عاصمته الأبدية ، عاصمة اليهود ودجالهم . والمهدي وجنوده يدافعون عنها ، ويقاتلون ما وسعهم القتال .

قالوا : وماذا يفعل المسيح عليه السلام حين ينزل في دمشق ؟.

قال : ينطلق إلى القدس ، فيدخلها ، فيتعرف المهديّ عليه والمسلمون ، ويفرحون لنزوله ، فيستلم قيادة المسلمين ، ويهاجم الدجال .

قالوا: فماذا يفعل الدجال حين يسمع بعيسى عليه السلام قادماً ؟.

قال : يفر من بين يديه إلى اللد ؛ وهي مدينة في فلسطين ، قريبة من القدس ، لكنّ عيسى عليه السلام يتبعه ، ويطعنه برمحه ، فيذوب بين يديه كما يذوب الملح في الماء ... ويرفع الله الهمّ والغمّ عن المسلمين ، ويحدثهم عيسى رسول الله بدرجاتهم في الجنة ، ويمسح عن وجوههم بيده الشريفة ، فما في الدنيا إذ ذاك أعظم سعادة منهم .

 
رواه مسلم

مهاتير محمد والتجربة الماليزية

مهاتير محمد" والتجربة الماليزية

مع بدء الثورات العربية وسقوط أنظمة دكتاتورية ساهمت بشكل كبير درجة الفساد التي صنعتها خلال حكمها في تدمير اقتصاديات هذه البلدان، وأثّرت على الحياة الاجتماعية فيها.

لذلك أصبحت الأنظار تتجه إلى تجارب مشابهه مثل تركيا وماليزيا دول إسلامية قادها رجال مخلصون أدّو ما عليهم واستطاعوا أن ينتشلوا بلدانهم من حالة البأس إلى درجة متقدمة من التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.

وبعد انتهاء نظام حكم "حسنى مبارك" في مصر، ينظر الكثيرين إلى حال مصر بعد الثورة، فهي اقتصادياً تعتمد على اقتصاد متنوع في الصناعة البتروكيماوية والإعلام والسياحة و تصدير البترول والزراعة، لكنها تعاني تراجعاً حاداً اجتماعياً، وبحسب منظمة الشفافية الدولية فقد قُيّمت مصر على مؤشر الفساد لسنة (2010 بـ 3,1 ) استناداً إلى تصورات درجة الفساد من رجال أعمال ومحللي الدولة، حيث أن(10)تعني نظيفة جداً و(0) تعني شديدة الفساد. تحتل مصر المرتبة (98) من أصل (178) بلد مدرج في التقرير.

وبحلول أواخر 2010 حوالي 40 % من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر أي يعتمدون على دخل قومي يعادل حوالى 2 دولار في اليوم لكل فرد ويعتمد جزء كبير من السكان على السلع المدعومة.

"مهاتير محمد" والتجربة الماليزية

وفي حالة مثل مصر الذي تطمح في بداية جديدة خصوصاً مع قرب موعد الانتخابات فإنه يجب الإقتداء باقتصاديات مرّت بنفس التجربة، وهنا تتجه الأنظار إلى النجاح الذي حققته ماليزيا في عهد رئيس وزراءها السابق مهاتير محمد.

و "مهاتير محمد" أو "محاضر محمد" (ولد في 20 يونيو 1925) هو رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من (1981 - 2003) مما يجعلها أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وهي من أطول فترات الحكم في آسيا.

امتد نشاط "مهاتير" السياسي لما يقرب من 40 عاماً، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الاتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. كان "لمهاتير محمد" دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية.

كانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور أن انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% من إجمالي السكان في عام 1970، أي أكثر من نصفهم، إلى 5% فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 1247 دولارا في عام 1970 إلى 8862 دولارا في عام 2002، اي ان دخل المواطن زاد لأكثر من سبعة أمثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3%، وكان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة.

نصائح للثورة المصرية

استضافت القاهرة هذه الأيام الدكتور "مهاتير محمد" حيث ألقى كلمه أمام مؤتمر اتحاد الصناعات المصري الذي عقد في القاهرة تحت عنوان (الاقتصاد المصري بعد الثورة ).وحضر المؤتمر عدد كبير من رجال الأعمال وخبراء الاقتصاد والصناعة والإعلاميين.

وتحدث الرجل عن سر نجاح اقتصاد بلاده قائلاً : ( اعتمادها علي التمويل الذاتي والاهتمام بالتصنيع وعدم اللجوء للاقتراض من الهيئات الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين هو سر نجاح ماليزيا ) .

وأضاف أن قروض تلك الهيئات وسيلة لفقدان الاستقلال والهيمنة الدولية علي القرار الوطني وأنها تقيد المقترض بشروط مجحفة تجعل الدول عاجزة أمام الجهة المانحة.

ووصف رئيس وزراء ماليزيا السابق الثورة المصرية بأنه ( أعظم ثورة )، لأنها أراحت مصر من التسلط وجعلتها تنتقل إلى مرحلة جديدة وهامة، تستوجب معها التخطيط لإعادة نفسها، طبقاً لنموذج جديد بعيد عن الحكومة السلطوية السابقة .

وأوضح "محمد" أن الديمقراطية لا تعني وجود الاستقرار ملازماً لها، مؤكداً أن الديمقراطية أيديولوجية في حد ذاتها تستوجب تفعيل إرادة الشعب وتحتاج إلى أغلبية قادرة على تحقيق الاستقرار.

وأشار إلى أن ظهور التيارات المعارضة تعتبر ظاهرة صحية لأي حكومة، لأنها تصحح أخطائها، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بـ (السياسة السليمة)، لأن بدونها لن يكون هناك اقتصاد سليم.

ونصح "محمد" المصريين إلى عدم الاكتراث بما تقوله الصحافة الأجنبية لأنها غير صادقة، وتتصف بسوء السمعة ، وهي غالباً ما تكون موجهة لخدمة أهدافها ومصالحها.

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وماليزيا ليست مرضية خاصة في مجال الاستثمار، على الرغم من زيادة حجم التبادل التجاري بعد الثورة بنسبة 4% أي ما يمثل 10 ملايين دولار زيادة مقارنه بالفترة التي سبقت الثورة.

وحول رأيه في انتشار الإضرابات والاعتصامات أوضح : ( أنها تضر الاستثمار وتؤخر عجلة التنمية، ومن المفترض أن تكون الملاذ الأخير، وليس الخيار الأول أمام أصحاب المطالب ، وأن يسبقها العديد من الخطوات قبل الدخول في الإضراب ) .

وتحدث "محمد" عن ساعات الدوام في ماليزيا ، فقال إنها من (5-8) ساعات لكنه خلال فترة رئاسته كان يبدأ ساعات عمله في الثامنة صباحاً، وغالباً ما كان يتأخر حتى المساء، مضيفاً بأنه كان حريصاً على إيجاد صناعات تساعد في التقليل من نسبة البطالة وتحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة. وقال ( إن بلاده الآن تصنع أجزاء من طائرات وسيارات وإلكترونيات والكثير من المنتجات العصرية) .

مواقفه السياسية

حذر الدكتور "مهاتير محمد" من خطورة الدعم الأمريكي المتواصل (لإسرائيل)، وقال ( إن ما تقوم به (إسرائيل) من انتهاكات خطيرة ضد الشعب الفلسطيني يمثل خروجاً سافراً على مقتضيات القانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان وكسراً لقاعدة ضرورة سيادة القانون علي المستوي الدولي ) .

كما عبر عن استياءه من الغزو الأمريكي للعراق مؤكداً أن أمريكا يجب ألا تستخدم قوتها في قتل الآخرين منتقداً سياسة "بلير" و"شيراك" بسبب مساندتهم وتأييدهم للغزو الأمريكي

ثورة بلا قائد

ابراهيم عيسى - جريدة التحرير


يسأل كثيرون لماذا كانت ثورة 25 يناير بلا قائد؟
هذه السطور ربما تقدم زاوية من الإجابة عن السؤال.
مكونات الخيال الجديد عند الدكتور محمد البرادعى كانت من خارجه ومن داخله، فالذى دعا الرجل للانخراط فى السياسة المصرية بعد انتهاء مدة رئاسته للوكالة الذرية، هو مجموعات من الشباب وجيل مختلف تفاعل مع الدعوة عبر شبكة الإنترنت، فتبنى أصحاب الخيال الجديد الرجل من المربع الأول، منطلقين من دائرة خارج حدود السياسة التقليدية والأسماء المجمدة والأحزاب الكرتونية ثم عبر وسيط جديد هو الإنترنت وتحديدا «فيسبوك»، وحين عودة الرجل فى فبراير ٢٠١٠، انتقل جمهور «فيسبوك» والعالم الافتراضى إلى أرض الواقع، فكان حلم الرجل دافعا إلى الموجة الثانية من تحول الافتراضى إلى الواقعى ونزول الإنترنت إلى الشارع (الموجة الأولى كانت فى 6 أبريل 2008، والثالثة كانت فى 25 يناير 2011)، والتف حول فكرة الرجل وفكره قطاع كان صامتا وكامنا من الطبقة المتوسطة والمتوسطة العليا، مع ضخ دماء ساخنة ودافقة فى عروق الحلم السياسى فى البلد، حيث جسد البرادعى بديلا باترا لمشروع توريث مبارك لنجله، حيث احتجاج فريق النظام وأبواقه وجمهور المتفرجين على المشهد المصرى بغياب بديل، فجاء البرادعى بجسارة الخيال الجديد بديلا ناسفا، ومن هنا جاء الهجوم عليه وحملات تشويهه محمومة كأنما يدافع فيها مشروع التوريث عن مستقبله أمام خطر داهم. من الناحية الأخرى كان البرادعى ممثلا للخيال الجديد فى ذاته، فهو الرجل القادم من ثلاثين عاما من التلاحم مع الآلة السياسية الغربية التى تنفتح على أفق أوسع وأرحب من هذا الضيق الخانق الذى تعيش فيه مصر وعالمها الثالثى!
ثم هو الرجل الذى انفصل عن ماكينة الدولة المصرية التى تكرس النفاق والطاعة عنصرين أساسيين فى جينات العمل السياسى والمؤسسى، وهو كذلك الرجل الذى لم يطلب جنسية غربية غير جنسية وطنه أمام كل المغريات، بل والمنطقيات التى صادفها ثلاثين عاما خلال عمله فى العالم الغربى.
الشجاعة التى جاء بها البرادعى كانت تليق برجل من خارج الصندوق طرح نفسه مرشحا لكنه لم يطرح نفسه زعيما، ثم طلب من الناس أن تتحرك، لا أن تنتظره ليقدم لهم ما يحلمون به، ثم لم يكن مهتما بما يطرحه كثيرون من دائرة المعارضة التقليدية، فلم يكن معنيا كثيرا بالاستجابة إلى خطوات تطلب منه أو انتقادات بعضها تهجمى تعرض لها، كان الرجل مستقيما فى فكره وحلمه وهدفه، وهو الذى رفض أن يمشى فى مظاهرة تضم مئة أو مئتى مواطن، بل قال لأول مرة فى قاموس الحياة السياسية فى عصر مبارك جملة (مظاهرة مليونية.)
عاد البرادعى فى 27 يناير 2011 ليلة جمعة الغضب، وهو الوقت الذى كانت فيه الأحداث تفتقد التشخيص والترميز، الإعلام الدولى والعربى حاول منذ لحظة وصول البرادعى إلى المطار أن يقدمه ويستقبله باعتباره رمزا للمظاهرات وقائدا لجمعة الغضب، الجهاز الأمنى والإعلامى فى الدولة المصرية حاول أن يحاصر البرادعى ويجهض تحوله إلى قائد الثورة، رغم أنه تعامل مع البرادعى باعتباره رمز هذه الثورة، حيث صب الهجمات عليه وكثف طوربيد التزييف والتضليل نحوه، لكن البرادعى هو الذى أفسد تماما محاولة شخصنة حركة الغضب ثم الثورة فيه!
كان أكثر الذين حالوا دون تحويل الثورة إلى زعامة البرادعى هو البرادعى نفسه، هناك بالقطع مجموعات سياسيين قدامى ومعارضين لعبوا دورا فى المشهد ظن بعضهم أنه دور البطولة وأحبوا أن يدرؤوا عنهم خطر البرادعى بالهجوم وربما التهجم المبكر عليه، هناك محبطون من أداء الرجل معهم فى العام الذى سبق، أرادوا أن يخربشوا الصورة ظنا منهم أنها مبالغ فيها وأنهم مسؤولون عن التصنيع فعالجوا ما تصوروه خطأ بخطأ، هناك الإعلام الرسمى والخاص المدفوع بأوامر أمن الدولة فى محطات وصحف رجال الأعمال (رئيس تحرير جورنال خاص كتب ليلة جمعة الغضب أن البرادعى أجبن من أى شاب نزل مظاهرة يناير، وهى المظاهرة التى لم ينزلها طبعا رئيس التحرير الذى عاد مع مصالح وتوجهات مالكى جريدته للاعتذار للبرادعى بعدها، وقبل البرادعى الاعتذار!!) وتسلطت ألسنة غوغائية لممثلين وأنصاف فنانين ولاعبى كرة يتمتعون بموهبة الجهل إلى جانب موهبة الرياضة لوضع الرجل فى بؤرة التطاول، وفى هجمة موقعة الجمل كان أنصار مبارك يهتفون عاش حسنى مبارك و(…لفظة قبيحة) يا برادعى، كان الأمر واضحا لدى النظام أن البرادعى هو المشكلة وأنه مفجر هذا الحدث!
لم يصبح لدى الثورة أى قائد، ولا قيادة.
الأيام عدت والعبرة المهمة أن اختراع قائد لأى ثورة أهم كثيرا من تركها فى أيدى من لا قادة لهم!

رسول الله لم يكن سلفيا

بقلم ميادة مدحت 


ارتفعت أصوات المدافعين عن التيارات المتشددة والرجعية، وبدأت التحليلات والنظريات تنهال علينا لنكتشف أن السلفيين ليسوا تيارا واحدا بل تيارات متنوعة وأن السلفيين ليسوا دعاة حرب وأنهم يدعون إلى التمسك بأصول الدين وسنة السلف الصالح..وأنا أعلنها الآن بعد مجزرة إمبابة وبعد أن رأيت الأوضاع فى ماسبيرو والتحرير أول أمس أقولها لكم: - أنا من الجهلة الذين لا يرون فرقا بين الفرق السلفية المختلفة بل وبين السلفيين والإخوان فقد خرج كلاهما من عباءة التيار الوهابي وفقه الصحراء وعندما يشعل بعض السلفيين الفتنة ثم يهتف بعض الإخوان ضد الصهيونية وإسرائيل لدفع التهمة عن الفاعل الأصلى فما الاسم الذى يمكن أن يطلق على مثل هذا التحالف؟ هل إسرائيل هى التى أحرقت الكنائس وقطعت الآذان واستحلت ما حرمه الله باسم تطبيق حدود الإسلام؟
وجرائم الرجعيين كثيرة لا تعد ولا تحصى فتكفير المجتمع وتنصيب أنفسهم – دون غيرهم- قائمين على الدين وتطبيق الشريعة، دفعهم ويدفعهم وسيدفعهم لإراقة الدماء وتدمير الدولة المدنية الحديثة ، غير أن جريمتهم الكبرى وخطيئتهم التى لا تغتفر هى أنهم خالفوا سنة رسول الله التى يدعون كذبا أنهم يتبعونها، وأنهم لا يقتدون بالسلف الذين ادعوا أنهم اتخذوهم قدوة ونبراسا وليسأل كل سلفى نفسه هل كان رسول الله سلفيا؟ هل اتبع الرسول سنة من سبقوه؟ لو فعل لكان عابدا للأصنام شاربا الخمر ولاعبا للميسر.لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:أنتم أعلم بشؤون دنياكم فهل يعرف الأخوان وغيرهم من دعاة المرجعية الدينية للدولة أكثر مما يعرفه الرسول الذى ينزل عليه الوحى من السماء؟
لقد جاء الرسول ومعه الصحابة برسالة للعالمين هى التجديد والحداثة وتكوين الدولة الموحدة القائمة على المواطنة والتخلص من النظام القبلى المتخلف. وكلما جاء أحد الخلفاء الراشدين سن سنة جديدة فى الحكم بل وقد ألغى عمر بن الخطاب العمل بحد السرقة فى عام الرمادة كما أوقف إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم رغم وجود نص قرآنى صريح بإعطائهم الزكاة. أما السلفيون فيريدون إعادتنا لسيرة الجاهلية والحروب من أجل السبايا والغنائم، يريدون إعادتنا لحياة القبيلة وحكمنا بشريعة الصحراء .
السلفيون يشبهون كفار قريش الذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون وإنا وجدنا أسلافنا يعبدون الأصنام وإنا لها عابدون.. هؤلاء لا يدركون شيئا عن روح الشريعة الإسلامية تماما كالقاضي الجاهل الذى لم يسمع عن روح القوانين ولا عن مونتسكيو فراح يحكم ببطش وصلف وظلم استنادا إلى مواد جامدة لا يعرف معناها ولا لماذا وضعت، وهكذا يحكم السلفيون ظلما بآيات من القرآن لا يعرفون أسباب نزولها ولا يدركون أن بعضها ينسخ الآخر وأن بعضها بطل حكما وبقى عبادة أو ربما يعرفون ولكن مصلحتهم تقتضى الكتمان.
لقد قالوا أن القرآن والسنة والسلف جاؤوا بحل لكل مشكلة وإجابة لكل سؤال وأنا أسألهم عن إجابات السلف الصالح عن الأسئلة التالية شريطة أن تكون الإجابات مشفوعة بنصوص من القرآن والسنة:
- أيهما أفضل لمصر نظام جمهورى رئاسى أم برلمانى؟
- الانتخابات بالقائمة حلال أم حرام أم مكروهة؟
- ما هى أفضل الحلول للأزمات التالية: البطالة، تدهور التعليم، الاحتباس الحراري؟
- ما هى رؤية السلف الصالح للنهوض بالسياحة. أذكر مثالا من تراث الإسلام.
أوتعلمون شيئا ؟ السلفى الحق الذى يحيا بروح الإسلام الذى لم تلوثه شائبة هو الذى يؤمن بأن التطور هو سنة الحياة وبأن عجلة الزمن لا يمكن دفعها إلى الوراء ، والسني الحق هو من يتبع سنة المصطفى فى إعمال العقل ونبذ الخرافات والدعوة إلى الحب والرحمة لأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا التقوى ولأن الرسول قال عن نفسه : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولم يقل إنما بعثت لأقطع الآذان وأحرق الكنائس وأنتزع امرأة من زوجها لأعيدها إلى عشيقها تحت ستار الدين وقرآننا الذى تشهرونه فى وجه الناس ترهبون به الآمنين قال : لا إكراه فى الدين فمن أنتم لتكرهونا وتكفرونا ومن أنتم لتحرقوا وطنا أشرق على أرضه فجر الضمير؟

دستور يضمن حقوق كل المصريين

منقول عن جريدة التحرير بقلم خالد داوود


ما هو سر هذا الإصرار العنيد من قبل الإخوان المسلمين وأنصارهم من السلفيين فى رفض اقتراح وضع مبادئ حاكمة لدستور مصر ما بعد ثورة 25 يناير؟ نريد مبادئ تضمن الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين، كل المواطنين، كما هى واردة فى الميثاق العالمى لحقوق الإنسان وكل المعاهدات الدولية التى قامت مصر بالتوقيع عليها منذ عقود. نريد وطنا يتمتع فيه الجميع بالمساواة فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم وعرقهم وجنسهم، وبغض النظر عن أى رئيس أو حكومة تتولى شؤون مصر فى المستقبل. لماذا يرفض الإخوان هذه المبادئ وتثير حفيظتهم لدرجة تهديدهم لنا جميعا فى بيان رسمى بأنه قد يحدث «ما لا تحمد عقباه» فى حال أقر المجلس العسكرى مجموعة مبادئ حاكمة للجنة التأسيسية التى ستضع دستور مصر المقبل؟
المؤكد أن المسألة لا ترتبط بنتائج استفتاء 19 مارس الشهير، الذى لم يكن متعلقا بمضمون دستور مصر المقبل، أو الخدعة والكذبة التى روج لها الإخوان وأنصارهم من أن التصويت بـ«لا» معناه إلغاء المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن «مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع». غالبية المصريين صوتوا بـ«نعم» لأنهم كانوا يأملون أن تكون المواد التى طرحها المجلس العسكرى للاستفتاء بداية لعودة الاستقرار والحياة الطبيعية، كمقدمة لتحسن أوضاعهم الاقتصادية السيئة وجنى ثمار الثورة. لكن الإخوان المسلمين استغلوا النتيجة وحرفوا معناها لكى يفسروها بأنها ضوء أخضر للحزب السياسى، الذى سيشكل الأغلبية فى البرلمان المقبل لكى يتولى صياغة الدستور كما يشاء ووفقا لمعتقداته السياسية والأيديولوجية فقط. تناسى الإخوان، المهتمون فقط بهدفهم النهائى وهو إنشاء الخلافة الإسلامية، وبغض النظر عن اهتمامات المصريين، أن الدستور هو تعبير عن إجماع ومصالح الأمة بكل طوائفها وليس المواقف السياسية لحزب بعينه. فالمفترض أن الأحزاب الحاكمة تتغير ولا تبقى فى الحكم إلى الأبد، ولذلك فإن الدستور بمبادئه العامة يطول ويبقى، بينما تتغير الحكومات.
لكن الإخوان، وكما هى عادتهم على مدى تاريخهم الطويل، يظهرون غير ما يبطنون، وهم من الأنصار الأقوياء لمقولة «لكل مقام مقال». فإذا اجتمع قادة الإخوان مع الدبلوماسيين أو الصحفيين الغربيين، يصدرون لهم الأوجه البشوشة ذات الذقون الحليقة لكى ينسجوا لهم كل الحجج التى تزعم أنهم ملائكة يؤمنون بالحرية وحقوق المرأة والأقليات، كما أعتى أعضاء الأحزاب الليبرالية فى الغرب. أما فى اجتماعاتهم المغلقة وبين أنصارهم، فيكون الخطاب مختلفا تماما ومعبرا عن المواقف الرجعية والضيقة التى يقوم عليها الفكر السياسى للإخوان.
قبل شهور من حملة الاعتقالات الواسعة التى أجرتها السلطات الأمنية فى عهد الرئيس المخلوع مبارك ضد قيادات الإخوان فى عام 1995، بعد أن تبين لهم أن السماح لهم بالسيطرة على النقابات والتمتع بحرية العمل لم يساعدهم على كسب المعركة ضد الجماعات الإسلامية المسلحة كالجماعة الإسلامية والجهاد، كان الإخوان يشعرون بأنهم فى قمة عنفوانهم. فى تلك الفترة، أجريت حوارا صحفيا مع الراحل مأمون الهضيبى الذى كان يشغل منصب نائب المرشد العام، وقال لى صراحة إن «95 فى المئة من المصريين مسلمون وبالتالى فإن الغالبية يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن يرفض ذلك هم الأقلية». أى هى نفس عقلية الحزب الوطنى الديمقراطى الديكتاتورية التى ترى أن الحصول على الأغلبية، وبغض النظر عن أى تزوير أو تزييف لوعى الناخبين والتلاعب بمشاعرهم الدينية الحقيقية، يعنى محو أى معارضة واعتبارها أقلية لا حقوق لها. هذه المقولة إن 90 أو 95 فى المئة من المصريين يؤيدون الإخوان فقط لأنهم مسلمون لا تزال هى السائدة حتى الآن بين صفوف قيادات الإخوان. سمعتها منهم فى عام 1995، وسمعتها فى انتخابات 2010 المزورة الأخيرة.
وفى عام 1997، أجريت حوارا مع المرشد العام الراحل لجماعة الإخوان المسلمين السيد مصطفى شهور. أعترف أننى حاولت اكتساب ثقته بتوجيه أسئلة تتضمن خطابا إسلاميا بحكم الجيرة وخبرة التعامل مع الإسلاميين. ويبدو أنه بعد شعوره بالثقة أو الراحة تجاهى، تحدث بكل صراحة وصدق وقال إنه فى حال وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم، فإنهم سيقومون بإقصاء الأقباط من القوات المسلحة وذلك لأن «جيش الدولة المسلمة مهمته إعلاء كلمة الله، وما دام أنهم لا يتفقون معنا فى العقيدة، فكيف نقوم بإجبارهم على الانضمام إلى جيش دولة مسلمة يحارب من أجل إعلاء كلمة الله؟». الأمر بالنسبة إلى الراحل الأستاذ مشهور بدا بديهيا، كما كان اقتراحه بالعودة إلى فرض الجزية على المسيحيين بديلا عن استبعادهم من القوات المسلحة. وكما يفعل الإخوان كلما صدر منهم تصريح مثير للغط يعبر عن مواقفهم الحقيقية، جاء التراجع سريعا، وكذلك الحجة الأكثر وهَنا فى قاموسهم السياسى وهى أن المرشد الراحل كان يعبر عن مواقفه الشخصية وليس موقف الإخوان كجماعة. سمعت هذا الكلام من مشهور، وسمعناه لاحقا مرات عديدة من الدكتور عصام العريان، ومؤخرا من الشخصية التى اختارها المجلس العسكرى من الإخوان للانضمام إلى لجنة صياغة التعديلات الدستورية الدكتور صبحى صالح. توارى صالح مؤخرا عن الأنظار بعد تصريحاته التى عكست وأكدت مدى الأفق الضيق للإخوان، ورفضهم الاعتراف بحقوق سوى من معهم، وعضو فى جماعتهم بتشكيلاتها السرية والعلنية. لكن المستور، كل المستور، سينكشف لو تولى الإخوان الحكم وقاموا بصياغة الدستور بمفردهم.

حبة من جوة

توبيك كتبته على الفيسبوك بتاعى من زهقى 
 
بما انه باقى حوالى 10 ايام على انتهاء شهر رمضان الكريم وبما ان الوضع الحالى لنا جميعا سواء اصدقاء على الجروب او اصدقاء واخوة على ارض مصر .... فقد رايت ان ابادر بالعودة الى روح الجروب ... الروح السياسي الذى كنت قد بدأت به ... الروح التى كنت افتقدها بعد مرور سبعة شهور على قيام الخضة.... نعم الخضة ... فما قام به اهل مصر فى 25 يناير 2011 لم تكن ثورة بل خضة .... خضها اتخضها مبارك لما لقى كل الناس فى الشارع بيقولوه انزل مش عاوزينك ..... زي فيلم فريد شوقى لما كان طالع مطرب وبيغني ويقول والله زمان ... زمان والله ... والجمهور مش عاجبه صوته ... لغاية مانزل بخناقة ... اهو دة اللى حصل بالضبط ... بس ايه الجديد .... الجديد بقى ان كل من كان يختبئ مثل الفئران والخفافيش فى الجحور المظلمة ظهرت تبحث عن دور على خشبة المسرح ... واذا كان فيه حد بيقول ان البلد رايحة على منعطف مش عارف ماله ... بقول ان المجلس العسكرى هوة السبب فى اللى بيحصل دة ... وللاسف كون ان الثورة .. عفوا .. الخضة كانت بلا قائد فدة ادي الى ان مفيش حاجى بتم رؤوس النظام بتتحاكم لكن النظام موجود كل شئ زي ما هو الرشوة موجودة والمحسوبية موجودة والاستغلال موجود والمتاجرة باقوات الناس موجودة ومستمرة والبيروقراطية موجودة ... مفيش حاجة اتغيرت غير ان مبارك مشي والمجلس جه ونظيف مشي وشرف جه ... مفيش جديد ... انا مش بحرض على المجلس العسكرى علشان محدش يقول انى بحاول اوقع بين الجيش والشعب ... انا لا انا ناشط سياسي ولا منضم لحزب جديد .. ولا انا قائد فى شغلى ولا اي نيلة ... انا مجرد متفرج متفكر ... ايام مبارك الواحد كان ممكن يتكلم ويقلب الموضوع تهريج فى الاخر علشان مايروحش ورا الشمس ... دلوقتى حتى لو قلبته تهريج حايحاكموك ... المجلس العسكرى افتكر نفسه الوصى على الشعب المصري .. وللاسف ماختلفش كتير عن مبارك ... كان فين بقى سيادة المشير من كام سنة لما ابتدا يطلع عز وللا جرانة وللا لما بدأ مبارك سياسة التوريث لجمال ... ليه موقفش ورفض يمكن ساعتها لو كان عمل انقلاب على مبارك مكانش دة حايبقى حال البلد ... بس السكوت دة بيثير علامات استفهام كتير وكل واحد بقى يخمن علامات الاستفهام دى ايه ... انا مش مسئول ...

فيه نقطة تانية صغيرة بس مهمة ... 3 جنود مصريين قتلوا برصاص الجنود الاسرائيليين ...
فيه كذا علامة استفهام فى الموضوع ...
الاولى ..: ليه الاسرائيليين قتلوا الجنود بتوعنا ... وايه الملابسات اللى ادت لده؟؟
الثانية ..: مين اللى ليه مصلحة فى اللى حصل دة ... هل اسرائيل عاوزة حرب مع مصر .. وللا فيه اصابع خفية ليها مصلحة فى الموضوع ... تجار السلاح مثلا .. او دولة مزنوقة وعاوزة تلم قرشين ..
الثالثة ..: على فرض ان اللى حصل حصل غلط ... او خطأ غير متعمد .. بما اننا عارفين ان الاسرائيليين جبناء بطبعهم ... وصباعهم على الزناد بشكل طبيعي ف مع اول طلقة تطلع من اى حد فى اى اتجاه اضرب فى المليان ... الناس اللى بتطالب بقطع العلاقات مع اسرائيل انا موافق على قطع العلاقات ... وموافق على الغاء تصدير الغاز لاسرائيل وموافق على شروط كامب ديفيد ... بس مش موافق على سحب السفير المصري من اسرائيل ولا على طرد السفير الاسرائيلي من مصر ... .... فيه مقولة سمعتها خاللى اصدقائك قريبين منك ولكن خاللى اعدائك اقرب .. ..

وكفاية كدة النهاردة

قبل أن تحاكموا

نقلا عن صفحة محمد انس على الفيسبوك

دخل اليهودي ..و أنا ناايمة ...شوف قلة ادبه ...قتل العساكر ..و انا نااايمة ..شوف قلة ادبه ....خرق الحدود ...و انا نااايمة ..شووف قلة ادبه ..و أنا عاملة نفسى نايمة و أنا عاملة نفسى نايمة و أنا عاملة نفسى نايمة....
ما الذي يهين شرف العسكر .. استاتيوس علي فيسبوك او تغريده علي تويتر او التدوين في حد ذاته ؟ ...
ام مقتل ستة من حماة الوطن الحقيقين ؟؟؟؟؟
ففي وقت ما كانت تغتال الثورة امام الدولة ...
استبدلت كل كلمة مبارك بكلمة المجلس الاعلي ..
و محاكم التفتيش تعتقل علي حسب الهوية والإيمان ..
ونيابتها تقف بالمرصاد لاي تدوينه او تعبير عن رأي شخصي من شأنه هدم صنم هامان أو الجنود الذين لم يرحلوا مع الفرعون المبارك ..
في نفس الوقت الذي قامت الثورة من اجل ازاحة الخط الاحمر من علي عتبة مبارك لتضعه علي اعتاب تسعة عشر رجلا يمثلون اعلي مجلس لقوات سلحناها من اجل امن هذه البلاد المغدورة ..
في الوقت الذي كان الجميع فيه يتشاغل باستطلاع رأي من يستحق البيبسي كان  عمر سليمان يستحق الرياسة فجأة في استطلاع رأي اخر اقامته صفحة المجلس العسكري علي فيسبوك...
في وقت ما كانت الثورة مابين كفارة سب الدين وكفالة سب المجلس العسكري ..
في وقت ما كان حسن راتب و أحمد بهجت و صلاح دياب و أبو العينين و فرج عامر و السيد البدوي يسممون افكار الناس علي أبواقهم الخاصة يشوهون الثوار للدولة ما بين تكفير وتمويل وعمالة وتخابر ...


طفي النور يا بهيه
طفي النور
كله عساكر دورية...
ماذا يهين شرف العسكري الذي تحمل حقا من اجل امن البلد ؟
العجز
العجز اكثر مهانه ...
عندما تري من حاول الدفاع عن البلد وعن بنائها وحدودها إما ملقي أمام محاكم التفتيش أو تروي دمائه عطش الصحراء القاسية ...
ماذا يهين العسكر ؟؟؟
ماذا يهين الدولة وهي تتخبط لإصدار بيان
"سحبنا السفير لم نسحب السفير .. سحبناه ولكن مطلعش في ايدينا ؟؟"
ماذا يهين الدولة وهي تري موقف تركيا وفنزويلا اشد قوة ورجولة ..
ماذا يهين الشعب وهو يري حكومته وحكامه تبعث فيه العجز بعد العجز بعد الذل بعد فقدان الكرامة وهو المعامل كالعبيد في بلاد الأشقاء وكبشري من الدرجة الثالثة أمام الغرب وككم مهمل في بلده الأم ؟
ماذا يهين الشعب وهو بلا امن ولا عمل و قد أصبح العاطل بالوراثة بعيون معلقات الأمل علي أموال نهبت فذهبت مع الريح وجنود قتلت فاختلطت دمائهم برمال شديدة القسوة فبرد سريعا علي اثر اعتذار مكذوب ...

جوزك سارح على غيطه
بيلضم همه في خيطه
ازحوا العسكر على حيطه
يلعبوا عسكر حراميه

ماذا يهين الناس في الشوارع وهي تدور في فلك أسئلة تائهة بلا إجابات ...
أين هيكل بعد استدعاء عاصم الجوهري له ؟ وكيف تم إجباره علي الخرس ؟؟
إن كان العفو عن من أهانوا العسكر بتغريداتهم ...
فأين البراءة من احد عشر ألف أسماء محفوظ و لؤي نجاتي والميدان والثورة أمام محاكم التفتيش يسجدون ؟
أين الحرية ممن ادعي الحرية منهجه فانطلق يتهم الجميع بالجهل وعدم الفهم معايرا إياهم بملكيته للثورة ؟
وأين الله ممن أرادوا تطبيق شرع الله فكفروا حتي حجارة الشوارع ؟
وما أهمية أن تصبح علاقة بسمة بعمرو حمزاوي صفحة أولي في بلد ادعي إعلامه الأجور انه مقبل علي الإفلاس والخراب والحرب والدمار الشامل ؟

ولد رايح على عكا
يفتح سكه على سكه
طلعوا عليه سدوا السكة
واتحاصر رايحة وجاية
قبل ان تحاكموا فكروا في ان هناك من ليس بغافل عن ما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء....
قبل ان تحاكموا افهموا انه من السهل تحويل الساحة امام السفارة الإسرائيلية إلي ميدان تحرير جديد ..
وفي هذا الوقت لاتسمن فيه صينية ميدان التحرير ولا تغني من جوع ...
قبل ان تحاكموا
ستجدوها علي المدونات
علي مواقع التواصل الاجتماعي
علي العملات النقدية
علي اسماء محطات المترو
علي الحوائط
علي الاسفلت ..
علي جرافيتي يطبع الحرية علي الجدران ..
ستجدوها في التاسع من سبتمبر
يسقط يسقط حكم العسكر
ايدي النور يا بهيه
كل العسكر حراميه

الواقع المصري الان

نقلا عن الدستور المصري ... بقلم احمد عبد الله
اعجبني هذا الجزء من المقال


اكتشفت ذكاء المؤسسات المصرية الأمنية وغير الأمنية في التلاعب ببراعة بمشاعر الشعب المصري وكيف يسمحون له بالنكات السياسية وكيف يستخدمون الاعلام ببراعة أيضا في صنع شخصية مصرية تتمتع بالفصام في الشخصية: ما بين الحديث بكل حرية عن نظام الحكم والسخرية من قادته وحكامه وأحواله وانتقاده لذاته وللأخرين وفي الوقت نفسه مصر هي (أمي نيلها هو دمي)، شخصية تنتقد نظامها الحاكم لكن تتوحد ضد من ينتقده في الخارج سواء على حق أم على باطل. شخصية تعتقد أن مصر هي بداية العالم ونهايته وفي الوقت نفسه يحاول المصري الهحرة منها الى أي دولة فقيرة أو غنية بحثا عن حياة أفضل... شخصية جدلية متكبرة تظن أنها تملك التاريخ وتوزعه على الآخرين بينما تتمنى أن تكون مثل الآخرين وتنظر بانبهار الى الدول الغربية المتقدمة والأسيوية الصاعدة، شخصية خنوعة ضعيفة وفي الوقت نفسه لا تخاف أحد مهما كان، شخصية فهلوية دائما تعرف كل شئ وتجيد كل شئ وتتحايل على كل شئ وفي الوقت نفسه شخصية أمينة وصادقة ومؤمنة، كل هذا لأن هذه المؤسسات الأمنية والحكومية طمست الطبيعة الحقيقية للشخصية المصرية التي تتمع بذكاء طبيعي ومهارة ومرونة تتمناها أي ادارة دولة في العالم في شعبها لتصنع منه المعجزات بدلا من تحويله الى شخصية مريضة نفسيا باتت لا تريد الا الطعام والشراب والنوم وسد الأبواب أمام كل الرياح حتى لو كانت الرياح في صالحه...

الشعب المصري أصيب بالاكتئاب وعلى الأطباء النفسيين أن يكذبوا كلامي! قتل الشعب المصري في وضح النهار لأن قاتله يعرف تماما نقاط ضعفه فهو منه وليس غريبا عليه... مات رحمه الله الشعب المصري على أيد أذكى مؤسسات العالم وأكثرها فهلوة. أجهزة تفوقت على أجهزة الأمن السوفيتية وفروعها في اوروبا الشرقية رغم أنها تعلمت منها كما تعلمت أجهزة تونس الأمنية من المصريين لكن التلميذ المصري تفوق على أستاذه السوفيتي والتلميذ التونسي لم يتوفق على أستاذه المصري. سقط النظامان وظلت الحكومة المصرية لأنها تجيد الفهلوة وهي كلمة لم تدخل معاجم كثير من الأنظمة السياسية ويتمتع بها النظام بشكل حصري... لكن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بالبعث فهل يبعث الشعب التاريخي الرائع من جديد؟
 الآن وعلى غير المتوقع تماما وبعد سنوات من التوقعات والتكهنات والحديث عن المستحيل والممكن وصلت عدوى تلك الثورات الى العالم العربي والأكثر غرابة هو أن يكون الشعب التونسي قائد تلك الثورة في عالم عربي يرضخ لحكم أنظمة ديكتاتورية إن صح التعبير عن الكثير منها، والأعجب أن زعماء الدول العربية التي تدعي جمهورية نظامها يحيطون أنفسهم بمستشارين غاية في الغباء والفساد والدليل البسيط على غبائهم أنهم يلعبون بمشاعر الشعب ويظنون أنهم في لعبة القط والفأر هذه يمكن أن يواصلوا حكم البلاد والحصول على منافعهم من القوة والثروة وليحترق الشعب ومن يدافع عنه.

أراهن أن كل حاكم ومسؤول عربي جمهوري تابع أحداث تونس يقول لنفسه: أنا غير وحكومتي غير وشعبي غير. إن لدينا مشاكل صحيح لكن ليس مثل تونس ولا اوكرانيا ولا تيشكوسلوفاكيا ولا رومانيا وبولندا ويوغسلافيا ولا سيرلانكا وحتى الدول الافريقية التي تغير أنظمتها. لا وألف لا إننا أفضل بكثير ويظل يقنع نفسه ويقنعه مستشاروه بأن الوضع تحت السيطرة وبلادنا في خير. والبعض الذي يظن أنه أكثر ذكاء يقول دعنا نتحدث عن اصلاحات سياسية واقتصادية ووظائف للشباب وتغييرات حكومية ليعرف الشعب أننا نعمل من أجله وحتى نستبق أي احتمال لأي هاجس ثوري كمثل الذي حدث في تونس الخضراء. فالى أي مدى يستمر حلم هؤلاء؟

أتذكر كثيرا في يوم الثورة التونسية:
أوقفت تاكسيا في القاهرة وأنا في طريقي الى سيتي سنتر فخر الصناعة المصرية! التاكسي لم يخضع للتغيير الجديد الذي اكتشفته وزارة النقل والمواصلات بعد عقود من الحكم فهو قديم قدم القاهرة نفسها يسير بسرعة ثلاثين كيلو مترا في الساعة وكعادتي بدأت حوارا مع سائق التاكسي الشاب خريج كلية التجارة الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره وفجأت به يقول: أنا أريد أن أموت... لم يقل هذا لأجل التعاطف معه والحصول على مبلغ أكثر كما قد يقول البعض...لا  شعرت بكل الصدق قي كلامه وحكى لي قصته: باختصار لا يستطيع تحمل أعباء السكن والمعيشة والانفاق على أسرته وطفله الوحيد وعليه أن يعمل في وظيفتين وتمتد ساعات عمله الى أكثر من ستة عشر ساعة يوميا لتوفير ما يمكن توفيره م أجل البقاء حيا بشكل مؤقت! وعلينا أن نتخيل: لا حب ولا عاطفة ولا استقرار جنسي ولا عاطفي: كيف يكون هذا الانسان؟ ولزم التنويه رضي بما أعطيته اياه من مال دون أن ينظر اليه حتى...!

هل تنشر الحكومة المصرية عدد المنتحرين بسبب عجزهم عن مواجهة أعباء الحياة والأسعار في ظل فوضى يسودها قانون الغاب؟
أما الاعلام في مصر فباستثناء قلة قليلة جدا جدا جدا أرقام احادية بالكاد فإنه مصدر ضحك وسخرية وتنطبق عليه معايير الشخصية الفصامية... الضحية في النهاية شعب يصدق ما يسمعه لكنه لا يبحث في حقيقة ما يقدم اليه من معلومات، شعب تشوش له الحقائق وتقدم له معلومات تزيده خلطا وارتباكا وارباكا... وهذا هو الملطوب!
بينما كانت الاحتجاجات والتظاهرات في تونس تتواصل وتشتد قوة الثورة التونسية كان التلفزيون المصري يبث أي برامج أخرى كما لو أن ما يحدث بجوارها ليس له علاقة بها واذ أخيرا يأتينا البيان التالي:
القاهرة تتابع أحداث تونس عن كثب وتحترم اختيارات الشعب التونسي!
ماذا عن احترام اختيارات الشعب المصري؟  فصام في الشخصية!!!

الجزء الثاني:
هل الحاكم العربي انسان أم اله؟
اذا كان انسانا فما هو الضرر الذي قد يصيبه لو ترك الحكم بشكل ديمقراطي؟
أليس لكل انسان بداية ونهاية؟
فاذا كانت له نهاية: ألا يرغب في قضاء سنوات عمره الأخيرة في التنسك والعبادة وإن لم يكن متدينا ألا يرغب في قضائها في الاستمتاع بأوقات فراغه في الكتابة والقراءة والاستمتاع بأهله وأحفاده وأصدقائه والسفر وربما العمل لبلده كسفير مثل جيمي كارتر مثلا؟ وإن كان صغيرا في العمر؟ فماذا يضيره أيضا لو ترك عجلة الحياة السياسية تأخذ مجراها فإن أرادوه رئيسا لهم حكم وإن لم يريده شعبه ترك وانشغل بحياته ويكفيه فخرا أنه تولى رئاسة بلد في يوم من الأيام وهي أهم وظيفة سياسية في أي دولة في العالم.
نحن نتحدث عن الرئيس الأمريكي رقم ثلاثة وأربعين وأربعة وأربعين لكن لم يزد أرقام حكامنا عن الثاني والثالث ولظروف خارجة عن ارادة شعوبهم: اما الموت أم القتل!  نحن نتحدث عن حكومة الليكود والعمال وتغيير رؤساء وزراء اسرائيل والانتخابات الاسرائلية قد تأتي بهذا أم بذاك لكن لا يهمنا هذا الحراك السياسي وهذه الديمقراطية فكلا البلدين يتآمران على العالم العربي ومن هنا هي دول فاسدة ديكتاتورية تهتم بمصالحها أم نحن ففي موقف دفاع دائم لكن ماذا نفعل لشعوبنا؟

أنا واثق أيضا من أن هناك رجال في أجهزة الدولة من الأمن والقضاء والسياسة وغيرهم يريدون التغيير ويريدون ما لا يمكن أن يتحدثوا عنه... فلماذا يرضى المظلوم بالظلم؟
أتذكر أحد رجال القضاء يقول لي مرة: لو عرض علي ملايين الجنيهات مقابل أن أترك منصبي في مصر لن أفعل ذلك وعندما سألته لماذا؟ قال ببساطة في مصر أنا بمنصبي الآن أحصل على ما أريد يخافني الناس لدي كثيرون ممن يقدمون لي الخدمات وأحصل على مبلغ يكفيني وأسرتي لنعيش نوعا من الرفاهية لكن الأهم من ذلك كله هو السلطة وأعطاني مثلا: لو استوقفتني لجنة (مرورية) ليلا في أحد شوارع القاهرة وعرف الضابط من أنا فيرفع يده تحية لي وأواصل مشواري مهما كانت مخالفاتي بينما لو كنت متقاعدا قد يطلب مني أنتظر جانبا فأيهما أقبل مئات الملايين من الجنيهات أم منصبي المهم؟ وهكذا الحال لمئات الآلاف من المسؤولين وكبار رجال السلطة.

هذا الرجل قال أيضا:
لو يعلم الناس مدى قوتهم لو اتحدوا لصرنا في علم الغيب، سألت كيف: قال كنا مثلا عندما نذهب لمعاينة مكان ما أو التحقيق في حادثة في أحد الأحياء بصحبة قوة من الشرطة لا تتعدى عدد أفرادها خمسة أو ستة: كنا نتظاهر بالقوة والسطوة، نأمر وننهي ونطلب ونشتم ولا أحد يرد: الكل يخاف لكن لو علم هؤلاء ما يدور بداخلنا ونحن نفعل ذلك: كنت أسأل نفسي لو ثار هؤلاء ضدنا وأوسعونا ضربا لما استطعنا أن نفعل شيئا بل ولما استطاعت وزارتا الداخلية ولا العدل أن ترد اعتبارنا لأسباب كثيرة. النقطة المهمة هنا هو أن يتحد الناس فاتحاد الشعب يخيف أكثر الطغاة قوة وأكثر ضابط أمن دولة نفوذا وبطشا... أما الجيش فهو صديق الشعب كما يعرف الكثيرون لكنه ثار مرة واحدة ضد الاستعمار ولا يعتقد أنه سيثور يوما ما ضد نظامه الحاكم: ومن ثم فيمكن وصف الحالة المصرية بالحالة الميؤس منها لكن وبعد حدوث المستحيل في أحد أكثر دول العالم العربي قمعا حسب منظمة العفو الدولية ومنظمات دولية أخرى فإن المصريين القدماء قد يبعثون من جديد. 
مصر كانت مصدر الثورات والتغييرات كما مصدر الهام في العالم العربي والآن هي مصدر القلق والأمراض النفسية رغم أنها تعج بالمهارات والعقول الذكية بل والعبقرية بدون مبالغة في كل المجالات. فهل تبعث من جديد؟
كل العقلاء والمحترمون والأذكياء والمخلصون والمحبون لبلدهم اما يتركونها ليس بحثا عن حياة أفضل وحسب بل بحثا عن علاج من أمراض نفسية أصيب بها مجتمع كان يوما عظيما عظيما، كان قائدا ورائدا ثم أصبح هذيلا ضعيفا. البعض منهم الذي لم يتمكن من مغادرة البلاد اما يشكلون مجتماعتهم الخاصة اما ينعزلون عن المجتمع...

عندما قال الحكماء والعلماء: السلطة تفسد والسلطة المطلقة تفسد بشكل مطلق لم يقولوا هذا مزحا ولا هراء...فمن يتحدى المنطق وطبيعة البشر وعقارب الساعة سيسقط مهما طال الزمن والأدلة كثيرة أقواها: الاتحاد السوفيتي وأحدثها العراق فلم يتعظ أحد مما حدث للراحل صدام حسين والآن زين العابدين بن علي...
الغريب في ثورة تونس أن رئيسها بعد اندلاع الاحتجاجات والاضطرابات أقال وزراء ثم مستشارين ثم حكومة: لماذا لم يسأل نفسه كأي انسان عاقل: لما لا أكون أنا السبب أولا؟ لأن الحكام الديكتاتورين يعتقدون أنهم فوق القانون بل فوق البشر...
إن ثورة تونس الخضراء الحمراء حيث اختلط اللونان كما اختلطت عقول الشعب التونسي لعقود من الزمن شكلت نقطة تحول تاريخية في العالم العربي. بعد الثورة المخملية في تشيكوسلافكيا والدموية في رومانيا والانقلابية في يوغسلافيا والاحتجاجية في بولندا والبرتقالية في اوكرانيا أخيرا امتدت الثورة الخضراء الحمراء على الظلم والفساد الى العالم العربي من بلد لا يعرف الكثيرون أنها كانت من أكثر الدول القمعية والأمنية والديكتاتورية في الشرق الأوسط... تونس!
"لقد استيقظت على تونس الحرة" كلمات المواطن التونسي رضوان ناغبو صاحب الخمسة وستين عاما... بعد كل هذه السنوات تونس حرة...!

إن الاضطرابات والخوف والفوضى وأعمال العنف نتيجة طبيبعة لكسر دائرة الفساد والنفوذ في مجتمع قمعي فمن ناحية سيحاول المستفيدون من النظام السابق بعد أن أفاقوا من صدمتهم اما الانتقام أو البقاء بينما استغلت عصابات من المدنين الوقت المثالي لارتكاب ما أرادوا من جرائم... لا الشعب مهيأ لمثل هذه الثورات ولا الجيش صديق الشعب مدرب لها أيضا... سيناريو يماثل كثير من السيناريوهات في دول الشرق الأوسط
سيتذكر الجميع يوم الرابع عشر من يناير عام ألفين وأحد عشر. سيتذكر الناس أيضا أن بداية العام الساخنة تشكل حقبة جديدة في العالم العربي فالعالم كله شرقا وغربا شهد نوعا من التغيير لكن منطقتنا ظلت راكدة دون حراك سياسي، في ظل  أنظمة كثيرة انتشر الفساد في عهدها كما انتشر الغباء وقتل فيها الابداع والشعور بالانتماء، أنظمة حكم تخدم مصالح الآخرين ولا تبالي بمصلحة شعوبها كثيرا بل تشعر وكما أن الشعب تحول الى عبأ ويا حبذا لو اختفى...حتى ثورة التونسيين فتذكر الجميع أن لديهم شعب

اخص عليك يا شعبي

اخص على دي بلد ..... يعنى قالوا مش عاوزين وزارة الداخلية اهو ... اهو مفيش لا ظابط ولا عسكرى فى الشارع وكانت النتيجة ايه ..... فوضى مرورية وامنية وسرقة نهب وضرب ..... قال الشعب عاوز تغيير قال ..... فعلا الشعب عاوز تغيير ...... تغيير الشعب نفسه... اخص عليك يا شعب... حرية ايه اللى انتو عاوزينها .... عاوزين ايه من الحرية حرية علشان كل واحد يمشي على مزاجه من غير قانون .... ويولع باقى الشعب .... لو كل واحد فكر كدة حاتولع البلد كلها .... كنا عاوزين ثورة علشان التغيير بس للاسف الثورة اللى انا شايف ان البلد محتاجها ثورة قوانين ... تحاسب المفسدين ....والفاسدين ... والحرامية والنشالين ... اللى سرقوا قوت الشعب واللى منعوا العلاج المجانى عن الشعب وخصصوه لفئة معينة من الشعب ..... زي واحد من الحرامية جايب صفقة عربيات اسعاف ب 12 مليار جنيه ....على اساس ان العربية بتصحى المريض لوحدها مثلا .... وللا بتروح المستشفى لوحدها ...12 مليار جنيه يا مفتريين .... دة غير المرتبات اللى بعشرات الالوف ازاى يعنى الكلام دة .... رشاوى ومحسوبية وسرقة مهلبية .... بس نرجع ونقول المثل اللى بيقول .... اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فسيمةاهل البيت الرقص .... يعنى الحرامية الصغيرين دول سرقوا ليه علشان لقوا الفرصة للسرقة وللا علشان كبيرهم طلع حرامي .... عمل لنا حاجات اى نعم ... عمل لنا مترو الانفاق ... ودخل الانترنت مصر .... وادانا الفرصة اننا نتكلم .... والجرايد تكتب .... والقنوات تذيع .... بس برضه على راى المثل الكلاب تعوى والقافلة تسير .... بس برضه الغلط على الشعب لانه سمح له انه يوصل لكدة .... لسة فاكرين يا شعب ان السرقة استفحلت فى جتتنا وبقت وسط بيوتنا .... طب دلوقتى الحرامية الكبار اتقبض عليهم وبيتحاكموا والحرامية الصغيرين بقى مصيرهم ايه ... الموظفين اللى فى الحكومة اللى خلاص اتعودوا على الرشوة والهبة والهدية .... حايعيشوا ازاى .... ما هى الاسعار فى بلدنا بتطلع وما تنزلش .... نفسي فى مرة الاقى حاجة بترخص فى مصر غير البني ادم .... يا ريت يا شعب يا اخوانى واخواتى عاوزين تصلحوا من البلد صلحوا نفسكم الاول .... صلحوا تصرفاتكم الاول ولو الحكومة مصلحتش من نفسها ساعتها ننزل الف ميدان تحرير بالف الف بني ادم نطلب التغيير الصح

متى تنجح الثورة ؟

متى تنجح الثورة ...؟
تنجح عندما يتحقق شرطان
الاول بناء نظام ديمقراطي سليم بمقتضى دستور لا يسمح بالردة الى نظام شمولىالثانى تفعيل المشاركة السياسية فى ظل الحد الادنى من الوعى السياسي الموجود حاليا
ما هى مخاطر المرحلة الانتقالية ؟
الفوضى هى الخطر الرئيسي والتى تؤدي الى انهيار المؤسسات والاقتصاد الوطنى مما يستحيل معه بدء عملية البناء فى مدة زمنية مقبولة ومع طول المدة تفقد الثورة قوتها وانتماء الفئات المطحونة بها

ومن مظاهر هذه الفوضى ... عدم سيادة القانون وانعدام الثقة فى كل مؤسسات الدولة والانزلاق وراء الدعوات الهدامة والكيدية والتصفيات الشخصية والتشتيت وملاحقة الصغار والشرفاء وترك الكبار وهو ما
نحن بصدده فى الوقت الحالى

ولنجاح المرحلة الانتقالية علينا بالاتى

سيادة القانون والثقة فى مؤسسات الدولة وعلى راسها السلطة القضائية ورجال الدولة الموجودين على الساحة السياسية من اجل النهوض بمستقبل مصر وابناء مصر فبدون ذلك لن تقوم لمصر قائمة وستكون مصر كما هى تونس والعراق وغيرها من البلاد العربية التى تعانى من المصالح الشخصية والتدخلات الخارجية.... لابد للشعب من ان يراعى المتربصين بمصر سواء فى الداخل والخارج ولابد للشعب من ان ينفض عن نفسه كل من يحاول الانتقاص من الثورة وان تطبق الديمقراطية بشكل سليم .... فبدون ذلك مصيرنا الى الخراب .... والله اعلم

منقول بتصرف عن جريدة المصري اليوم

تعليق اعجبني

تعليقا على الخبر المنشور فى الصفحة الاولى بجريدة المصري اليوم بتاريخ 23/3/2001 والذى يقول
خطباء المساجد يرفضون استخدام الدين فى التأثير على آراء المواطنين.. وإمام «عمر مكرم»: «خبل سياسى»

علق احد القراء على الخبر بالاتى
قبل ما تحكم علي العلمانية يا جاهل اعرف الاول ما هي العلمانية ..العلمانية تعني فصل الدين عن السياسة وهذا هو اساس الدوللة المدنية الحديثة ...احنا لسه ماقلناش يا هادي في طريقنا للدولة المدنية ولقينا الشيوخ والقساوسة كل واحد واخدله مجموعة من الناس البسطاء وانصاف للمتعلمين ونصب نفسه امير وقائد عليهم وخير مثال غزوة الصناديق ...البلد لومشيت بالطريقة دي هتخرب والله العظيم ..واتسائل لماذا يوصل الشيوخ وغيرهم للناس فكرة ان العلمانية تعني الغاء ديانة الناس في هذه البلد ..هذا هراء ينم عن جهلهم بالسياسة .العلمانية تعني انه لا دين للدولة فمثلا وزارة الصناعة والزراعة او غيرها ليس لها دين ..ولكن الدولة بها اغلبية مسلمة محتفظة بتقاليدها الاسلامية السمحة واقلية مسيحية..تقولون انهم يستخدمون السلفيين فزاعة وانتم تشوهون صورة العلمانية بافكار وخزعبلات متخلفة وتجعلونهم فزاعة للبسطاء والغلابة الذين هم بطبعهم متدينين...بدل ما تكلم في السياسة اللي انت مش فاهم فيها حاجة روح اخطب خطاب ديني تنموي وفقهي ولادخل لك بالسياسة

وبصراحة انا متفق مع هذا القارئ فى رأيه

اما هذا التعليق

التوأم سبحان الله مع ان الأسامى مختلفة الا انهم توأم فى فى كثير جدا من الأشياء انهم قيادات الحزب الوطنى ..... وقيادات الاخوان القيادات من الطرفين يفعلون الاتى : استخدام كل الطرق الشرعية والغير شرعية للحصول عدد كبير من المقاعد فى مجلس الشعب . استغلال البسطاء والفقراء للتصويت لهم فى الانتخابات . التعامل مع النظام الحاكم بكل الطاعة والخنوع مقابل القليل من النفوذ . التعامل مع الأعضاء سواء فى الوطنى او الاخوان على انهم قطيع من الاغنام. قيادات الطرفين يتمتعون بقدر كبير من عدم الشفافيه . غذائهم الدكتاورية ويكرهون الديموقراطية لان فيها نهايتهم . المراوغة واللف والدوران اساس الحوار . استخدام البلطجة الفكرية والبلطجه بالسلاح لحماية مصالحهم . الانتهازية . وانا لدى اقتراح اتمنى ان يجد القبول وهو دمج الحزب الوطنى مع الاخوان المسلمين فى حزب واحد اسمه الحزب الاخوانى للجماعة الوطنيين

فبجد بقى عجبني جدا لانه فعلا حاصل فى البلد بس من زمان مش من دلوقتي

بس فيه تعليق تالت اعجبني اكتر واكتر

واضح ان أئمة مساحد عمر مكرم وعمرو بن العاص أصحاب مرجعية وسطية وفهم أزهري سليم لحقوق المسلمين ودور رجال الدين , أما امام مسجد الفتح فواضح انه سلفي ورداً على كلامه ياسيدي الفاضل هناك فرق بين الدولة المدنية ذات المرجعية الاسلامية , والدولة الدينية كإيران مثلاً فنحن نقبل بالإولى ونرفض الثانية لأن الشرع الاسلامي ككل به عدد لا متناهي من التطبيقات والأراء التي تفيد البشرية والاسلام أفضل من ينظم علاقة المجتمع فلذا نريد دستوراً وقوانين مستمده من الشريعة الاسلامية والاحكام الفهية على اختلافها , أما الدولة الدينية والتي يرى فيها رجال الدين وكلاء لله على الأرض فهذا غياء ودكتاتورية وبعدين انتو كنتوا بتقولوا الديموقراطية حرام وصاحبكم لما اتكلم قال مستهزاءً ( مش بتقولوا عايزين ديموقراطية أهي الديموقراطيه جابت الدين واحنا بتوع الدين )وكأن الشريعة التي صلحت لجميع الأزمان والأوطان ترفض الديموقراطية فوالله لقد أساء من حيث أراد أن يحسن , فأناشدكم الله أن لا تجعوا الناس بأقوالكم التي تدل على فهم قاصر للشرعية الاسلامية أن يتصوروا الدين حزاما يقيدهم في ما يروه من حقوق طبيعية للافراد في المحتمعات غير المسلمة فإن هذا يؤدي إلى الشقاق فقد منعتوهم من حرية الاختيار في الاستفتاء باسم الدين فاتقوا الله وأخلصوا .

اما هذا التعليق ففيه الفيصل فى شأن الدولة المدنية

واضح انو الساده الكرام علماء الدين فاهمين الجمله خطأ الدوله المدنيه تعنى كل ما هو بعيد عن الحكم العسكري وقريب من حكم الشعب لنفسه اي ان يحكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق الاقتراع والانتخاب وان يكون رئيس الجمهوريه مدنيا من العوام وليس عسكريا الموضوع لا علاقة له بالدين ومرجعيتنا الاسلاميه تاتى من اغلبيتنا في هذه البلد وفيما انت مضار اذا حكم بين المسيحين في احوالهم الشخصيه بقوانينهم يا سيدي اقول لخطباء المساجد اتقوا الله واتركوا مصر لتنهض ويكفيكم تفريقا بين الناس دعونا نجتمع ولا نختلف حتى نكون في القريب دوله عظمى علما بان هناك فرقا كبيرا بين الدوله المدنيه والعلمانيه فالعلمانيه هي التى لا تعترف بالاديان يا ساده قبل ان تقولوا اقرأو وتعلموا اولا ثم تكلموا كنتم تعيشون في دوله علمانيه لمدة 60 عاما فلم نسمع افواهكم تتحرك او تقول شيئا او تقوم الحاكم كما امرنا رسولنا وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه واليوم حركتم السنتكم بالفتنه كفاكم بالله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

ايه اللى بيحصل فى البلد

المجلس العسكري اللى مش عاوز يعمل حاجة صح فى البلد ... وللا المجلس العسكرى اللى بيحكم على الناس فى نص ساعة فى محاكم عسكرية بالخمس وعشر وعشرين سنة بصرف النظر بقى بلطجية او لا ... وسايب الناس اللى بيتحكم عليها فى قضية اللوحات المعدنية ... دة على اساس ان الثورة قامت علشان اللوحات المعدنية والنظام سقط علشان اللوحات المعدنية ... يعني ناس عسكريين يتحاكموا محاكمة مدنية والمدنيين يتحاكموا محاكمات عسكرية .... دة اسمه ايه دة المجلس العسكري اللى هوة اساسا جزء من النظام السابق شيلنا راس النظام واسقطنا النظام ودايرة النظام وسيبنا حامي النظام .... ياخى هأأو ... سلامات يا نظام .... نظام ايه دة ... نظام ايه اللى الثورة قامت فيه ولغاية دلوقتي الناس مش لاقية شغل و اللى مش بيلاقى شغل بيزيد عن الاول كمان .... ايه يا عم دة ... لغاية دلوقتى لسة فيه ناس بتستغل البلد ... فى سلع تموينية وفى خدمات وفى فرص عمل ... يبقى نظام ايه دة ... يا فرحتي بقى فيه حد ادنى للمرتبات ... بس مفيش حد اقصى ... يعني اللى كان بياخد 300 جنيه قدامه واحد بياخد 300 الف جنيه ... يبقى اللى حاياخد 700 جنيه يبقى قدامه ياخد كام ؟؟؟ بجد اللى بيحصل فى مصر دة اسمه استهزاء بالثورة واستهزاء بالشعب وللاسف الشعب هوة اللى سمح بدة ... حاتقول بانادي الفوضى ... اه انا بانادي بالفوضى لان من وسط الفوضى حايجي واحد ولد ابن بلد يقوم البلد دي من كبوتها وينتشلها من الفوضى ... الفوضى حايكون نتيجتها دم ... ودم كتير ... بس لما الواحد فينا ثعبان بيلدغه بينزف دم علشان الجسم يطرد الدم الفاسد ... وجسد مصر ملئ بالدم الفاسد ... حتى احنا الثوار فينا جزء فاسد ... ولسة قدامنا 5 سنين علشان نبقى دولة صح.... مصر مش حاتفوق الا بثورة ... ثورة على نفسها وعلى اوضاعها ... ثورة على كل المعتقدات والافكار اللى عاشت فى قلوبنا وعقولنا ودمنا 60 سنة ...

مصر مدنية والاسلام دين الدولة

اولا : المبادئ الاساسية : (1) جمهورية مصر العربية دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة وسيادة القانون، وتحترم التعددية، وتكفل الحرية والعدل والمساواة، وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون أى تمييز أو تفرقة، والشعب المصرى جزء من الأمة العربية، يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة. (2) الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ولغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية وشؤونهم الدينية. (3) السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، يمارسها من خلال الاستفتاء والانتخابات النزيهة، تحت الإشراف القضائى، ووفقا لنظام انتخابى يضمن عدالة التمثيل للمواطنين دون أى تمييز أو إقصاء. (4) النظام السياسى للدولة جمهورى ديمقراطى يقوم على التوازن بين السلطات، والتداول السلمى للسلطة، وتعدد الأحزاب السياسية وإنشائها بالإخطار، شريطة ألا تكون عضويتها على أساس دينى أو جغرافى أو عرقى أو طائفى أو فئوى أو أى مرجعية تتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة فى هذا الإعلان. (5) سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة، وتخضع السلطات العامة والأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة والمواطنون جميعاً للقانون دون أى تفرقة، واستقلال القضاء ضمانة أساسية لمبدأ خضوع الدولة ومؤسساتها للقانون وتحقيق العدالة للمواطنين جميعا. (6) يقوم الاقتصاد الوطنى على التنمية الشاملة والمستدامة التى تهدف إلى تحقيق الرفاه الاجتماعى، وتلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، وتشجيع الاستثمار، وحماية المنافسة الحرة ومنع الممارسات الاحتكارية الضارة، وحماية المستهلك، وكفالة عدالة توزيع عوائد التنمية على المواطنين، وتلتزم الدولة بحماية الملكية العامة لمرافقها القومية وسائر ثرواتها ومواردها الطبيعية وأراضيها ومقومات تراثها الوطنى المادى والمعنوى. (7) نهر النيل شريان الحياة على أرض مصر الكنانة، وتلتزم الدولة بحسن إدارته وحمياته من التلوث والتعديات، وتعظيم الانتفاع به والحفاظ على حقوق مصر التاريخية فيه. (8) مصر جزء من القارة الأفريقية وتعمل على نهضتها وتحقيق التعاون بين شعوبها وتكامل مصالحها، وهى جزء من العالم الإسلامى تدافع عن قضاياه وتعمل على تعزيز المصالح المشتركة لشعوبه، وتعتز بدورها الأصيل فى الحضارة الإنسانية وتساهم بإيجابية فى تحقيق السلام العالمى وتعزيز مبادئ العدالة وحقوق الإنسان والتعاون بين الدول والشعوب. (9) الدولة وحدها هى التى تنشئ القوات المسلحة، وهى ملك للشعب، ومهمتها حماية أمن الوطن واستقلاله والحفاظ على وحدته وسيادته على كامل أراضيه، ولا يجوز لأى هيئة أو جماعة أو حزب إنشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية. العودة إلي أعلي   ثانياً: الحقوق والحريات العامة: (10) الكرامة الإنسانية حق أصيل لكل انسان، وجميع المواطنين المصريين أحرار ومتساوون أمام القانون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، ويحظر التمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية أو الآراء السياسية أو الإعاقة أو غير ذلك، ويجوز تقرير بعض المزايا للفئات التى تستدعى الحماية. (11) تكفل الدولة حرية العقيدة، وتضمن حرية ممارسة العبادات والشعائر الدينية، وتحمى دور العبادة. (12) الجنسية المصرية حق أصيل لجميع المواطنين ولا يجوز إسقاط الجنسية أو إبعاد أى مواطن عن البلاد أو منعه من العودة إليها إلا بحكم قضائى مسبب. (13) حرية الرأى والتعبير وحرية الصحافة ووسائل الإعلام مكفولة، بما لا يمس حرمة الحياة الخاصة وحقوق الغير والمقومات الأساسية للمجتمع المصرى، ويحظر فرض الرقابة على وسائل الإعلام أو مصادرتها أو تعطيلها إلا بموجب حكم قضائى مسبب ولمدة محددة. (14) لكل إنسان الحق فى المعرفة وتداول المعلومات ونشرها وحق المشاركة فى الحياة الثقافية والفنية بمختلف أشكالها وتنوع أنشطتها، وتكفل الدولة الحريات الأكاديمية والبحث العلمى والإبداع والابتكار، وتضمن استقلال الجامعات ومراكز البحث العلمى. (15) لكل إنسان الحق فى التمتع بحرمة حياته الخاصة ومراسلاته ومحادثاته الهاتفية واتصالاته الإلكترونية والمعلوماتية وغيرها من وسائل الاتصال، ولا يجوز الاعتداء على حرمتها أو تقييدها أو مصادرتها إلا بأمر قضائى مسبب ولمدة محددة. (16) لكل مواطن حرية الإقامة والتنقل، ولا يجوز القبض عليه أو تفتيشه أو احتجازه أو حبسه أو تقييد حريته الشخصية إلا بأمر قضائى مسبق، ولا جريمة ولا عقوبة إلا بنص فى القانون والمتهم برىء حتى تثبت إدانته فى محاكمة عادلة أمام قاضيه الطبيعى، ولا يجوز محاكمة المدنيين أمام أى قضاء استثنائى أو القضاء العسكرى إلا فى الجرائم النظامية المتصلة بالقوات المسلحة. (17) الملكية الخاصة مصونة، ولا يجوز المساس بها إلا بحكم قضائى ومقابل تعويض عادل، وتساهم الملكية الخاصة مع الملكية العامة والتعاونية فى تنمية الاقتصاد الوطنى. (18) الحق فى العمل مكفول، وتعمل الدولة على توفير فرص العمل لكل مواطن بشروط عادلة دون تمييز، وتلتزم بوضع حد أدنى للأجور يكفل للمواطن مستوى من المعيشة يتناسب وكرامته الإنسانية، ولكل مواطن حق تولى الوظائف العامة، متى توافرت فيه شروط توليها. (19) لكل مواطن الحق فى حياة آمنة، وبيئة نظيفة خالية من التلوث، والحق فى الغذاء السليم والسكن والرعاية الصحية وممارسة الرياضة، والحق فى التأمين ضد البطالة والمرض والعجز والشيخوخة وفقاً لمقتضيات العدالة والتكافل الاجتماعى. (20) لكل مواطن الحق فى التعليم، وتلتزم الدولة بتوفير فرص التعليم فى مؤسساتها التعليمية بالمجان، وتعمل على ضمان جودته بهدف تعظيم الاستثمار فى الثورة البشرية، ويكون التعليم الأساسى على الأقل إلزاميا وتشرف الدولة على جميع المؤسسات التعليمية العامة والخاصة والأهلية، بما يضمن الحفاظ على الانتماء والهوية والثقافة والوطنية. (21) للمواطنين حق إنشاء النقابات والاتحادات والجمعيات والمؤسسات الأهلية، ولهم حق التجمع والتظاهر السلمى دون إخلال بحقوق الغير أو بالمبادئ والحقوق والحريات الأساسية الواردة فى هذا الإعلان.