السبت، ديسمبر 07، 2013

الماضي والحاضر

صدق من قال ان اختياراتنا فى الماضي بتأثر علينا فى المستقبل ،،، والكلام دة صحيح جدا بدليل انى انا النهاردة بسب اختياراتى فى الماضى بعانى فى الوقت الحاضر منها .... وباحاول اتخيل لو ما كنتش قمت بالاختيارات اللى عملتها كان ممكن يبقى حالى ايه دلوقتى ....
يعنى مثلا انا كنت متأثر بانسان حسبي الله ونعم الوكيل فيه .... شيطان حقيقي وللاسف معرفتش دة غير متأخر قوى .... قوى .... بس تقول ايه برضه انا اللى غلطان لانى سمحت لنفسي انى اتاثر بيه ... بس فعلا الواحد مش بيتعلم ببلاش ....
وانا النهاردة بادفع تمن الاختيارات دى والاخطاء اللى عملتها زمان .... بتلاحقنى لغاية النهاردة واللى بسببها مش عارف اعيش .... رغم ان الافكار اللى انا كنت بافكر فيها زمان هيا اللى لغايو دلوقتى مقويانى وموقفانى على رجليا ... بس تقول ايه بقى .... البنى ادم بقى والشيطان بيزين له

الأربعاء، ديسمبر 04، 2013

نحن نتراجع الى الخلف

اللغة العربية تتراجع.. ومعها اسماء الدكاكين واسماء الماكولات لتزحف علينا غزوات اعجمية تقتحم علينا حياتنا وتصبغها بالصبغة الامريكية‏..‏ فالقرى السياحية الجديدة تملأ الصحف باسماء‏:‏ الدريم لاند والكورال بيتش وبيفرلي هيلز وجولان بيتش‏.‏
وتدخل هذه الرطانة قاموسنا اللغوي وتحتله‏..‏ ونجد انفسنا نقول‏:‏ دادي‏..‏ واونكل‏..‏ وتانت‏..‏ وبودي جارد‏..‏ وكتالوج‏..‏ وباسبور‏..‏ وستريو‏..‏ وسوبر ماركت‏..‏ وبون جور‏..‏ وباي باي‏..‏ وبارتي‏..‏ وهاي‏..‏ واوكيه‏..‏ وهالو‏..‏ وبرافو‏..‏ وسوفاج‏..‏ وام بوسيبل‏.‏
ويجري التشويه والعبث في الالفاظ العربية فنسمع كلمات مثل: كماننا يغنيها الجيل الجديد الضائع‏..‏ وننسى اننا نفقد بهذا ارضنا التي نقف عليها ونفقد عروبتنا ونفقد قوميتنا ونفقد قيمنا ونفقد خصائصنا‏..‏ فلا عجب ان تختفي الشهامة العربية بعد ذلك من الشارع‏..‏ وان يختفي الشرف بمفهومه العربي من البيت وان تكون العروسة السوبر في نظر العريس هي مسخ فرانكو اراب‏..‏ فهذا هو القالب الجديد الذي يبحث عنه والذي انطبع في ذهنه من رؤيه المسلسلات الامريكية والسينما الفرنسية‏..‏ وهذا هو معنى التقدم كما اخذه من التليفزيون ومن افلام السينما ومن كبار المخرجين من حملة الاوسكار ونجوم الاغراء من صناع الموضات والاهواء‏.‏
*******
ونظرة سريعة الى اسماء المحلات في ميدان شعبي مثل ميدان السيدة زينب لا تجد فيه اسما عربيا واحدا وربما عثرت على اسم يتيم كل عشره محلات‏..‏ وهذا هو الوصف الدقيق لحالنا‏..‏ اننا نتحول بالتدريج الى ايتام بلا اب وبلا ام‏..‏ ونصبح غرباء على ارضنا وفي بلدنا ونفقد حسبنا ونسبنا واصلنا‏.‏
والمسئولية تقع على كل واحد فينا ابتداء من وزير التربية والتعليم ونزولا الى حلاق القرية‏..‏ والاستعمار الفرنسي ومن بعده الانجليزي ومن بعده الامريكي يحمل معظم الوزر‏..‏ ولكن هذا المسلسل الغاشم من الغزو الاجنبي لايكفي لإبراء ذمتنا‏..‏ فمصر بموقعها الفاتن والعبقري كانت ضحيه لموجات من الغزو بلا عدد ولكن كان الملاحظ دائما انها تطبع الغزاه بطابعها اكثر مما تنطبع هي بهم‏..‏ واكثر من دخلوا مصر تمصّروا باكثر مما تفرنجنا نحن وهرولنا ورائهم‏.‏
والتخلف سبب اخر فنحن لم نعد ننتج المعرفة ولم نعد نبدع في العلوم والمخترعات وانما اصبحنا مستهلكين لما ينتج ولما يبدع غيرنا وناقلين لما يخترع الغرب‏..‏ فدخلت علينا المخترعات الجديدة باسمائها‏..‏ الراديو والتليفزيون والتليفون والميكروفون والموتور والفريجيدير والانسر ماشين والفيديو والكاميرا والكومبيوتر والانتركوم والانترنت‏.‏
نحن صناع الاهرامات لم نعد نصنع ساندوتش هامبورجر ولم نعد نخترع كنتاكي‏.‏
ولولا القران ولولا الاسلام لانتهينا‏..‏ فالمسجد كان حصنا حصينا لم تستطع هذه الغزوة المفترسة ان تقتحمه‏..‏ ولم يظهر مسجد اسمه مسجد الدريم لاند ولا مسجد الكورال بيتش ولا مسجد الباليه رويال‏..‏ ولا مسجد التانجو‏..‏ وانما هناك مسجد الرحمة ومسجد المغفرة ومسجد قباء ومسجد النور‏.‏
*******
لم يدخل علينا الاسلام غازيا‏..‏ لم يدخل علينا ليسلبنا كما يظن البعض‏..‏ بل دخل ليعيد الينا ما فقد منا‏..‏ توحيد نبينا المصري ادريس‏..‏ الذي كان يشع على العالم من جامعه اون..‏ عين شمس حاليا‏
وكانت جامعة اون بمثابة امريكا في اشعاعها الثقافي والديني والعلمي في ذلك الزمن القديم‏..‏ ونقرا ان افلاطون جاء من اليونان الى مصر ليتلقي العلم في جامعه اون‏..‏ وليقرا ماكتب في مخطوطاتها وبقي في مصر سنوات يدرس ويتعلم‏.‏
نحن إذن بلاد علم وفلسفة وتاريخ‏..‏ وحاله الهيافة الشائعة حاليا في ثقافتنا وفي تعليمنا وهذا الانحدار في لغتنا والسوقية في اخلاقنا والسطحية في تفكيرنا هي ظواهر غازية وليست اصيلة..‏ وهي بقع وقذارات من العالم الغربي اصابتنا اثناء تسكعنا في ازقه نيويورك‏.‏
والقران العظيم في عطائه الالهي واياته التي تمكنت من شغاف قلوبنا هي التي ستحفظ لغتنا العربية الجميلة وهي التي ستحفظ قلوبنا من التردي وهي التي ستروي بقية الاصاله فينا‏..‏ انها الحبل الممدود من رحمة الله لانقاذنا‏.‏
*******‏
متى نعود الى مصريتنا والى عروبتنا والى اسلامنا والى لغتنا والى اصلنا‏.‏
متى نلتقط قارب العبور في محيط العولمة الخادع ونكتشف طريقنا الى نفوسنا والى حقائقنا والى تميزنا وانفرادنا وخصوصيتنا‏.‏
ان العوده الى النفس هي بدايه النجاه‏.‏
ومعرفه النفس هي ام المعارف وبدايه الطريق لمعرفه الله‏.‏‏
وكل نسخة من نفوسنا خلقها الله كبصمة الاصبع خاصه جدا وشديده الخصوصية وغير قابله للتكرار وغير قابلة للعولمة‏..‏ فهي ذات ليس لها مثيل في سرها وخصوصيتها‏..‏ وهي تلمع وتتالق كالجوهرة كلما حافظت على هذه الخصوصية ولم تذب ولم تتعولم ولم تصبح مشاعا‏..‏
والنفوس العظيمة هي التي استعصت على الذوبان وحافظت على البصمه الالهيه الخاصه فيها‏.‏‏
وليس اجمل في الدنيا من قول لا اله الا الله‏..‏
فان الله يقول لك لحظتها‏..‏ ولا احد مثلك‏..‏ فانت ايضا نسيج وحدك‏..‏ وهكذا خلقتك‏.‏
نعم‏..‏ فلا احد مثل احد‏..‏ وكل واحد منا فيه احديه تميزه تشريفا وتكريما من الاحد الذي خلقه‏..‏
ولاتحدث المثلية الا لمن فقدوا نفوسهم وفقدوا وجوههم وضلوا عن خصوصيتهم‏.‏