ان ازمة الشباب العرب تنحصر فى مدى اداء الاسرة لدورها التربوى ومدى تحكم الاسرة فى المتغيرات المحيطة بابنائها
ان مشكلة الاسر فى العصر الحديث تنحصر فى انشغال الاباء عن الابناء لتوفير سبل العيش الكريم الامر الذى يؤدى الى انخفاض الوقت المتاح واللازم للقيام بالدور التربوى فى الاسرة وتربية وتوجيه الابناء ।
وبالاضافة للتنويه السابق فان الظروف المحيطة بالشباب ونعنى بها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهى من العوامل الاساسية فى نمو ازمة الشباب العرب
فالظروف السياسية على سبيل المثال تؤثر بالسلب او الايجاب على الشباب العرب فالمناخ الديمقراطى مثلا يتيح للشباب ان يعبر عن رايه بكل حرية فمسالة التعبير عن الراى لهى من السمات الاساسية فى التكوين الانسانى الطبيعي فى حين ان المناخ الديكتاتورى القمعى يقوم بكبت الحريات ومن الطبيعي مع كبت الحريات يلجأ الشباب الى كافة انواع التغييب النفسي مثل المخدرات والانغماس فى الملذات التى لا طائل منها ।
والظروف الاقتصادية لها عامل اساسي فى تنامى ازمة الشباب العرب كما ان لها العامل الرئيسي فى حل هذه الازمة فتوافر فرص العمل وانخفاض تكلفة المعيشة وارتفاع العائد من العمل كلها اسباب تؤدى الى استقرار الحالة النفسية للشباب الامر الذى يؤدى الى زيادة الانتاجية فى الدولة ككل والارتقاء بالدولة لمصاف الدول المتقدمة ।
والظروف الاجتماعية السائدة فى اى بلد عربي من عادات فى الزواج وتقاليد وقوانين تساهم فى حل او فى استحكام هذه الازمة المزمنة فالفروق الاجتماعية تساعد على نمو ازمة الشباب كما ان العادات والتقاليد البالية تساعد على ذلك وعلى سبيل المثال المغالاة فى المهور وطلبات الزواج مما يؤدى بالشباب الى اللجوء الى طرق اخرى للتحايل على تلك العادات والقوانين والاعراف لتحقيق اهدافهم المشروعة سواء للزواج ام للعمل الامر الذى يؤدى الى التجاء الشباب الى طرق التغييب ।
كما ان اهمال التربية الدينية واصول التربية الحديثة وتنمية الشخصية السوية للفرد كلها امور تؤدى الى التجاء الشباب الى كافة المغيبات كالمخدرات والزنى والتمثل بالامثال الغربية الخاطئة ومشاهدة القنوات الفضائية الفاحشة من منطلق النظر الى الغرب من اجل التقدم فى الحياة بشكل عام ।
فى حين ان الغرب نفسه يحترم الانسان ويهتم بكل ما هو انسانى ويساعد على ارتفاع مستوى المعيشة فى بلدانه واقطاره ।
ولعل العودة الى اصولنا الدينية سواء الاسلامية والمسيحية الحقيقية لهى من الامور الهامة جدا من اجل الارتقاء بالشباب العربي ।
كما ان تشجيع الشباب على العمل والابتكار يساعد على حل هذه الازمة مما يجعل العديد من الشبان العرب فى حالة نفسية عالية تتيح له زيادة الانتاجية وتحقيق الذات والزواج والعيش فى مستوى كريم وطيب ।
ولذلك يجب على الدولة فى المقام الاول الاهتمام بحصص التربية الدينية فى المدارس وجعلها من اساسيات النجاح والرسوب من اجل ترتقى بالثقافة الدينية للشباب المسلم والمسيحي على حد سواء وعلى اساس التربية الدينية ينصلح حال شباب اليوم اباء الغد الامر الذى يستتبع بالضرورة ان ياتوا لنا بابناء الغد الذين عن طريقهم نستطيع ان نسود العالم كما سودناه فى غابر الزمن ايام الدولة العباسية والاندلسية حيث وصلنا الى اقصى درجات الحضارة والتقدم
ولعله مما يكون جدير بالذكر ان الغرب استمد من حضارتنا العربية وتقدما سلما وسبيلا من اجل تقدمه ، ولعل التاريخ يعيد نفسه ان نبدأ فى تقدمنا من حيث انتهى الاخرون كما فعلت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ।
اعتقد اننا لو استرجعنا ما قام به السابقون من علماء حضارتنا وطبقناه فى حياتنا وفى عصرنا الحالى لا ستعدنا قوتنا وسط العالم فالاهتمام بالدين هو الاساس الطبيعي من اجل الارتقاء بالعلم والتقدم فى الحياة ॥
هذا ولله الامر من قبل ومن بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق