الاثنين، أغسطس 11، 2008

مقدمة


ان نظرة شاملة على الاتجاهات الفكرية للشباب العربي بوجه خاص تنبئ ان هناك حالة فكرية غير طبيعية تنتاب الشباب وتدفعهم دفعا الى ان تختلف اساليب تناولهم للموضوعات الهامة فى مجتمعاتهم عن اساليب من يفوقونهم خبرة او تعامل مع العالم ...
فلو نظرنا مثلا الى تأثير الفضائيات التى انتشرت بشكل رهيب فى فضاء العالم العربي نجد ان تلك القنوات تنقسم الى ثلاثة اقسام .... قنوات اباحية وقنوات دينية وقنوات معتدلة واقصد بالقنوات المعتدلة هى تلك القنوات التى تعبر عن رايها بكل حيادية وما اقلها بين النوعين الاخرين ففى حين تكثر القنوات الاباحية وعذرا ان كنت ساصنف قنوات الاغانى بالاباحية يقابل هذه الاباحية قنوات دينية صرفة تتناول الدين من منظور اصحابها والله اعلم هل ما يذيعونه من احاديث وسنن دينية موثوق بها ام انها محض اختراع شخص ما ....
كل تلك القنوات تضع الشاب فى حوار متناقض ما بين الصواب والخطأ ..... ما بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح ... ما بين افعل ذلك لانه صحيح ولا تفعل ذلك لانه خطأ ..... فى حين ان الاب او الام او المثل الاعلى فى العائلة او المجتمع المحيط يفعل الخطأ وينهى عن فعله فى الوقت نفسه .... كما قيل فى الدين اتأمرون بالمعروف وتنسون انفسكم ...!
وبالاضافة الى ما سبق احب ان اضيف ان الظروف الاجتماعية لكل مجتمع كما الظروف السياسية تؤثر على تفكير الشباب فحين يرى الشاب ان شاب اخر مثله لا يتميز عنه بشئ سوى ان اباه ذو سلطة ونفوذ يستطيع ان يقود السيارة ويستطيع ان يفعل ما يريد لان اباه سينقذه مما قد يخطئ فى فعله وما اكثر الاخطاء التى ترتكب وهو نفسه (الشاب الاول) لا يستطيع ان يفعل ذلك لان اباه مجرد اب لا يتمتع بالسلطة او النفوذ او المال اللازم لتحقيق ما يصبو اليه هذا الولد فان الصدمة الحضارية ما بين الغنى والفقر تجعل وجود فجوة نفسية لدى الشباب كبيرة وتكون كالقنبلة السريعة الاشتعال عند اقرب استفزاز ...
ولنبدأ خطوة خطوة فى تحليل كل العوامل التى تؤدى الى سقوط الانتماء الى الاسرة والمجتمع والوطن فى الوقت الحالى ... وما هى المخططات التى تسعى الى تأكيد هذا المعنى لدى الشباب فى الوطن العربي ككل .
وفى المقال القادم باذن الله سوف نتعرض لتأثير سياسة الدولة على فكر الشباب واثر ذلك على حياتهم بوجه عام ..

ليست هناك تعليقات: