الأحد، أغسطس 21، 2011

رسول الله لم يكن سلفيا

بقلم ميادة مدحت 


ارتفعت أصوات المدافعين عن التيارات المتشددة والرجعية، وبدأت التحليلات والنظريات تنهال علينا لنكتشف أن السلفيين ليسوا تيارا واحدا بل تيارات متنوعة وأن السلفيين ليسوا دعاة حرب وأنهم يدعون إلى التمسك بأصول الدين وسنة السلف الصالح..وأنا أعلنها الآن بعد مجزرة إمبابة وبعد أن رأيت الأوضاع فى ماسبيرو والتحرير أول أمس أقولها لكم: - أنا من الجهلة الذين لا يرون فرقا بين الفرق السلفية المختلفة بل وبين السلفيين والإخوان فقد خرج كلاهما من عباءة التيار الوهابي وفقه الصحراء وعندما يشعل بعض السلفيين الفتنة ثم يهتف بعض الإخوان ضد الصهيونية وإسرائيل لدفع التهمة عن الفاعل الأصلى فما الاسم الذى يمكن أن يطلق على مثل هذا التحالف؟ هل إسرائيل هى التى أحرقت الكنائس وقطعت الآذان واستحلت ما حرمه الله باسم تطبيق حدود الإسلام؟
وجرائم الرجعيين كثيرة لا تعد ولا تحصى فتكفير المجتمع وتنصيب أنفسهم – دون غيرهم- قائمين على الدين وتطبيق الشريعة، دفعهم ويدفعهم وسيدفعهم لإراقة الدماء وتدمير الدولة المدنية الحديثة ، غير أن جريمتهم الكبرى وخطيئتهم التى لا تغتفر هى أنهم خالفوا سنة رسول الله التى يدعون كذبا أنهم يتبعونها، وأنهم لا يقتدون بالسلف الذين ادعوا أنهم اتخذوهم قدوة ونبراسا وليسأل كل سلفى نفسه هل كان رسول الله سلفيا؟ هل اتبع الرسول سنة من سبقوه؟ لو فعل لكان عابدا للأصنام شاربا الخمر ولاعبا للميسر.لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:أنتم أعلم بشؤون دنياكم فهل يعرف الأخوان وغيرهم من دعاة المرجعية الدينية للدولة أكثر مما يعرفه الرسول الذى ينزل عليه الوحى من السماء؟
لقد جاء الرسول ومعه الصحابة برسالة للعالمين هى التجديد والحداثة وتكوين الدولة الموحدة القائمة على المواطنة والتخلص من النظام القبلى المتخلف. وكلما جاء أحد الخلفاء الراشدين سن سنة جديدة فى الحكم بل وقد ألغى عمر بن الخطاب العمل بحد السرقة فى عام الرمادة كما أوقف إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم رغم وجود نص قرآنى صريح بإعطائهم الزكاة. أما السلفيون فيريدون إعادتنا لسيرة الجاهلية والحروب من أجل السبايا والغنائم، يريدون إعادتنا لحياة القبيلة وحكمنا بشريعة الصحراء .
السلفيون يشبهون كفار قريش الذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون وإنا وجدنا أسلافنا يعبدون الأصنام وإنا لها عابدون.. هؤلاء لا يدركون شيئا عن روح الشريعة الإسلامية تماما كالقاضي الجاهل الذى لم يسمع عن روح القوانين ولا عن مونتسكيو فراح يحكم ببطش وصلف وظلم استنادا إلى مواد جامدة لا يعرف معناها ولا لماذا وضعت، وهكذا يحكم السلفيون ظلما بآيات من القرآن لا يعرفون أسباب نزولها ولا يدركون أن بعضها ينسخ الآخر وأن بعضها بطل حكما وبقى عبادة أو ربما يعرفون ولكن مصلحتهم تقتضى الكتمان.
لقد قالوا أن القرآن والسنة والسلف جاؤوا بحل لكل مشكلة وإجابة لكل سؤال وأنا أسألهم عن إجابات السلف الصالح عن الأسئلة التالية شريطة أن تكون الإجابات مشفوعة بنصوص من القرآن والسنة:
- أيهما أفضل لمصر نظام جمهورى رئاسى أم برلمانى؟
- الانتخابات بالقائمة حلال أم حرام أم مكروهة؟
- ما هى أفضل الحلول للأزمات التالية: البطالة، تدهور التعليم، الاحتباس الحراري؟
- ما هى رؤية السلف الصالح للنهوض بالسياحة. أذكر مثالا من تراث الإسلام.
أوتعلمون شيئا ؟ السلفى الحق الذى يحيا بروح الإسلام الذى لم تلوثه شائبة هو الذى يؤمن بأن التطور هو سنة الحياة وبأن عجلة الزمن لا يمكن دفعها إلى الوراء ، والسني الحق هو من يتبع سنة المصطفى فى إعمال العقل ونبذ الخرافات والدعوة إلى الحب والرحمة لأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا التقوى ولأن الرسول قال عن نفسه : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولم يقل إنما بعثت لأقطع الآذان وأحرق الكنائس وأنتزع امرأة من زوجها لأعيدها إلى عشيقها تحت ستار الدين وقرآننا الذى تشهرونه فى وجه الناس ترهبون به الآمنين قال : لا إكراه فى الدين فمن أنتم لتكرهونا وتكفرونا ومن أنتم لتحرقوا وطنا أشرق على أرضه فجر الضمير؟

ليست هناك تعليقات: