الأحد، نوفمبر 24، 2013

مصر فيها ملحدين يا رجالة



سؤال طرحه احد الكتاب الاجلاء الذين احترمهم عن وجود الملحدين فى مصر .
بقدر استغرابي وتعجبي الا اننى تقبلت السؤال واحببت ان اجيب عنه ، فان كان هناك وجود للملحدين فلماذا لم نسمع عنهم قبلا ؟ وان لم يكن لهم وجود فلماذا سمعنا عنهم الان ؟
فى رايي الشخصي وقد يحتمل الصواب والخطأ ، فان وجود الملحدين فى مصر قديم قدم الثورة ذاتها ولا اقصد بالثورة هنا ثورة 25 يناير بل اقصد ثورة 23 يوليو مع بداية تولى عبد الناصر الحكم وبدء التوجه الاشتراكي والتزاوج الشيوعي بين مصر والاتحاد السوفيتي وانتشار الشيوعية فى ستينيات القرن ال20 ، ولقد كان من ابرز ملحدي تلك الفترة الدكتور الجليل مصطفى محمود الا انه تاب واناب وعاد لحظيرة الاسلام .
غير ان الملحدين كانوا قلة فى ذلك الوقت ولم يظهروا كثيرا وقد تكلم عنهم الشيخ عبد الحميد كشك فى فترة السادات كثيرا وذكر بعضهم لكنهم لم يكونوا بالكثرة التى احسستها من سؤال الاستاذ .
ولكن لى سؤال هام .... هل للملحدين تأثير على الوضع فى مصر الان ؟ ام انهم مجرد تيار مضاد لتيار المتأسلمين على وجه الخصوص ؟
وقبل هذه الاسئلة دعونا نسال سؤال آخر كبداية .... من هو الملحد ؟؟؟
فى رايي الشخصي المتواضع فان الملحد هو الذى انكر وجود فكرة خلق الله للكون ولكافة الموجودات ككل وانكر وجود الاديان وعزا نشاة الكون الى نظريات او اسباب علمية مثل انفجار الكون ونظرية داروين وغيرها ... ، وان كل ما يحدث يحدث لعلة علمية وان المعجزات ما هى الا ردود افعال شاذة نتيجة التصادم الكوني مع نفسه على الاجمال .
ولكن لننظر الى واقع الملحدين فى مصر ... من هم ؟ واين هم ؟ وكم عددهم ؟ ...
الملحدين فى مصر فى رايي الشخصى كثر ... قد يكون جارك او زميل فى العمل او الجامعة او النادي او فى السيارة المجاورة لك فى اشارة المرور ، قد يكون غني او فقير ، قد يكون استاذ او تلميذ ، مثلهم كمثل الاخوان لا تعلم عنهم شيئا الا حينما تناقشهم او تصطدم بهم ...
وهذا يدفعنى لان اقول ان الملحدين فى مصر يتساوون فى العدد مع الاخوان والسلفيين والبهائيين والصوفية وغيرهم من الطرق والتيارات المتواجدة فى مصر ، ولكن هذا لا يمنع تدين الشعب فى الاجمال وكل من يقول غير ذلك (تدين الشعب اعني) فهو كاذب ،وان الشعب المصري متدين بطبعه ويميل الى الشيوخ والاستماع اليهم والى خطباء المساجد امر طبيعي فى تكوين الشعب المصري ويتجلى ذلك فى عدة مواضع بدءا من حشد علماء الازهر للشعب المصري لمقاومة الحملة الفرنسية على مصر وحتى حشد الاخوان للشعب من اجل الانفراد بالسلطة .
ولكن هذا التدين والانسياق الاعمى الى رجال الدين هو آفة الشعب المصري فلجوئه الى الشيوخ واشباه الشيوخ والمتأسلمين بدلا من البحث عن المعرفة من مصادرها الاساسية ، ولعل احد اسباب انسياق عامة الشعب الى الشيوخ بوجه عام هو انعدام المصادر المعرفية التى عن طريقها يستطيع الشعب البسيط ان يستقى ثقافته منها الا من القنوات الدينية المشبوهة او الاعلام المشبوه سواء دينيا اووطنيا ، بالاضافة الى مشكلة الامية .
والجدير بالذكر ان جزء كبير من الشعب المصري لا يعلم انه ملحد بشكل او بآخر ، فالبعض يعترف بوجود قوة كونية فوق مستوى البشر هى التى يرجع اليها بداية كل شئ والبعض لااخر يعترف بوجود الله بحكم العادة والتقاليد ولكن ذلك ليس له علاقة بمناحي الحياة من قريب او بعيد وان الحياة ما هي الا مجرد صدفة .
اذن فنحن متفقين على ان الاحاد موجود فى مصر ولكن وجوده ينحصر بين الالحاد الكامل والالحاد الجزئي .
اما بالنسبة لظهور الملحدين الان والذي لفت انتباه استاذي الجليل ففى رايي الشخصي انه :
-       اما محاولة لكبح جماح المتاسلمين وتشتيتهم ولفت انظارهم بعيدا عن التيارات الوطنية وهذا فى رايي شئ جميل ووطني
-       او انها محاولات من قوى خارجية لتفتيت الوطن اكثر فاكثر .
فبعد ظهور البهائيين وبدء انتشار الشيعة وركوب السلفيين والوهابيين على اكتاف الوطن فلم لا نقوم بتشتيت باقى الشعب وليتنافس المتنافسون فى نيل الغنائم من الوطن....
بس السؤال هنا ....لمصلحة من ؟
وحط تحت ( مـــن ) خطين ....


ليست هناك تعليقات: