مع بداية حركة 30 يونيو والتى هى ارتداد وعودة
لانتفاضة 25 يناير 2011 ظهر فى واقع الشعب المصري قائد جديد تقدم للمسيرة بكل ثبات
وكل حنكة من اجل استرداد الوطن من سارقيه .
وبصرف النظر ان كان ما حدث هو ثورة شعبية او
تخطيط عسكري مخابراتي مصري فان حدث 30 يونيو تمخض عن رجل سعى منذ اللحظة الاولى
لان يربأ بمصر عن الهوة التى كانت تقاد اليها .
ولكن دعونا نتجاهل ما تم من احتشاد جماهيري
واسع فى ميادين مصر للمطالبة بازاحة الاخوان عن حكم طالما حلموا به واضاعوه بما
قدر لهم من ظروف واحداث وتوجهات اعلامية وشعبية لم يحسنوا هم انفسهم استغلالها
لصالحهم بل سعوا لتاكيد ذلك مما ساهم فى الاطاحة بهم بعد سنة واحد من حكم مصر .
ان تقدم الفريق السيسي لصدارة المشهد انما
يحمل معانى عميقة فى الفكر الشعبي الحالى والذى يتمثل فى القائد القادر على تولى
شئون الحكم فى مصر وادارة دفتها الى بر الامان .
ولكن مما يؤسف له اننا نربأ به ان ينزلق الى
ما يساق اليه من ان يتقدم بالترشح للرئاسة فى الوقت الحالى على الرغم من انها مطلب
كل هاوي وناشط وحالم وارهابي كذلك .
اننى اشفق عليه من الانزلاق الى هاوية
الفرعون ، فصناعة الفرعون من اسهل الصناعات فى مصر .
يكفيك ان تكون مديرا لمصلحة او هيئة وياتيك
الساعون نحو المصالح والمكاسب من اجل التعظيم والتفخيم والاشادة بكفائتك ونزاهتك
وعبقريتك فى كيفية الوصول الى منصبك وان من كان قبلك –ابن ستين فى سبعين- وانت المنعم
وانت المانح وانت وانت وانت ..... حتى تحس فى
نفسك قدرات ليست من قدراتك وافعال ليست من طبيعتك الشخصية وتتحول من شخص عادي
جاء بجهده وكفائته الى الاله الاكبر او الفرعون الحاكم لتلك الهيئة .
ان ما يؤسف له فعلا هو دفع هذا الرجل الى هذا
المنزلق ومحاولة تصوير الامر لافراد الشعب بان هذا هو الحق الطبيعي المكتسب له
لاجل ما قام به من فعل ما باخذ مبادرة انهاء حكم الاخوان بالقوة .
الحكاية كلها ان الراجل مش عاجبه اللى بيعمله الاخوان ولا
حركاتهم القرعة ولا التمكين راح شايلهم بقوة الجيش اللى بيحكم عليه بحكم التقاليد
العسكرية لضرورة اتباع الاوامر بلا نقاش وان اللى حصل دة لصالح البلد بالاضافة الى
استغلال حركة تمرد الشبابية وما جنته من جمع اصوات لملايين المصريين (22 مليون) وما
قامت به اجهزة الاعلام من توجيه الشعب الى رفض الاخوان على مدار عام .
طب ما الراجل كان مدير المخابرات العسكرية
يعني هوة طنطاوي مسالوش اذا كانوا الاخوان ينفعوا ولا مينفعوش؟
نأتي الى ما يتردد الان فى وسائل الاعلام
المرئية والمسموعة والمقروؤة كذلك عن الدعاية للسيسي من اجل ترشيح نفسه للرئاسة
وكل الدعوات التى يتم تناولها بهذا الصدد وياحبذا لو نظرنا الى مبادرة بعض المطربين فى النفخ فى
صورة الرجل الذى انتشل مصر من الهاوية التى كانت فى طريقها اليها مع اغنية تسلم
الايادي والناس التى بدات فى استعارة الاسم (السيسي) لتسمية ابنائهم ، والمحال
التى افتتحت باسمه ، اليس هذا هو بداية صناعة الفرعون ؟
ان الرجل على قدر عال جدا من الذكاء الذى
يجعله لا ينساق على المدى القصير الى هذا الوضع – الفرعون اعنى – لكننى اعتقد انه
من الممكن ان يكون فرعونا على المدى البعيد .
فلنترك الرجل يعمل كما يفترض به العمل وسنرى
جميعا فى القريب العاجل انه اصبح هو الحاكم الفعلى للبلاد على الرغم من عدم تدخله
فى اى من شئون الحكم الان .
انها خطة لعودة حاكم من خلفية عسكرية لحكم
مصر وما يحدث ما هو الا تمهيد لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق