الثلاثاء، نوفمبر 26، 2013

بالاخلاق تنهض الامم



تلخص ملامح الدولة القوية فى :
-          جيش قوى قادر على الحماية والمواجهة .
-          اقتصاد قوى لا يتأثر بمتغيرات العالم .
-          شعب واعى لمستقبله قادر على التحمل .
ولعل النقطة الثالثة هى اهم النقاط التى لا بد من العمل عليها من اجل الوصول الى النقطتين الاولين .
فلكى نصل الى هذا الشعب الواعي لمستقبله لابد لنا من حل مشاكله والتى تتلخص فى كرامة انسانية وعدالة اجتماعية ، وهما من اكثر النقاط التى تحفز اى شعب على التقدم ، ولكي نصل الى هذا لا  بد لنا من تغيير طريقة تفكير هذا الشعب عن طريق خطط تعليمية مختلفة عما هو موجود الان ، حيث ان التعليم يعتمد على التلقين والحفظ ولا يعتمد على الفهم والاختيار.
لابد لنا من اعادة تعليم هذا الشعب المعنى الحقيقي للاخلاق المرتبط ااساسا بالدين الذى لا نرى الا مظاهره فى توجه الناس الى المساجد للصلاة او لاداء  فريضة الحج ، اما اتقان العمل مثلا فلا  محل له من الاعراب ، حيث يقول الله سبحانه وتعالى ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
فان كنا نعمل باخلاق وكما قال الله ورسوله الكريم فلم نكن لنصل الى هذا التدني فى المعيشة .
ان كنا استدعينا اخلاقنا لوقف الرشوة والمحسوبية والواسطة ، لما وصل بنا الحال الى قيام ثورة على الفساد انتجت نظام اكثر فسادا وصرنا نتساءل لماذ تتدهور الاحوال يوما بعد يوم .
وقد قال سبحانه وتعالى ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
والواضح للجميع وان تحرينا الدقة مع انفسنا اننا ننتظر التغيير من الخارج ، ننتظر من غيرنا ان يغيرنا ولا نغير ما بانفسنا .
ونظل نتشدق بكلمة التغيير ولا شئ يتغير ، لاننا لم نتغير .
اننا ان استعدنا تعاملنا بالاخلاق سويا اعتقد اننا سنجد تغييرا للافضل .
ان تركنا االلهث خلف كماليات الحياة لوجدنا السلام النفسي والذي يؤهلنا الى القيام بالتغيير ، الامر الذي يؤدي الى قيامنا بالتصدي لكل ما خطأ فى سلوكيات وطننا سواء الرشوة والمحسوبية والواسطة .
فان تصدينا لكل الاخطء اللا اخلاقية فاننا نستطيع ان نبدع من اجل مستقبلنا .
ان عودتنا لمكارم الاخلاق هى نفسها عودتنا الى طريق المستقبل الذى يحلم به افراد الشعب جميعا .
وان كان بعض افراد الشعب قد حكموا عليه ان يكون منهجه فى الحياه ان يكون بلا اخلاق فان من الخطأ ان نسير معهم فى طريق الخطيئة .
ان النهوض بوطننا لن يتحقق الا بتوافر الاخلاق وانتشارها بين افراد الشعب .
وقد حارتنا انفسنا لاستنهاض اخلاقها الفطرية الضائعة فاننا نستطيع ان نحاارب الدنيا باكلمها من اجل مستقبلنا ومستقبل ابناءنا .
وهذه هى الخطوة الاولى فى بناء المستقبل ، القدرة على التغيير من الداخل للخارج وليس العكس .
قد يرد البعض اننا تعاملنا باخلاق مع الكثيرين وكانت النتيجة ان حقوقنا ضاعت وحياتنا دمرت وابناؤنا شردوا ، وانا اقول ان فى اتحادنا قوة .
اتحادنا للتغيير للافضل والاحسن قوة ضد جميع من يريد ان يعود الزمن للخلف ، حيث كل الموبقات التى اصبحت هى ركائز اساسية فى حياتنا .
من منا لم يدقع رشوة لموظف من اجل تسهيل معاملاته ، من منا لم يبحث عن واسطة من اجل توظيف ابنه او ابنته فى مصلحة ما او شركة ما .
ولكن لنعيد الامور الى نصابها / لماذا لجأ الموظف الى الرشوة ؟ لانه لا يستطيع الانفاق على  اسرته او تامين مستقبل اولاده .
او لان مسئول كبير يعيش بدخل اكبر من دخله ومستوى اعلى من مستواه  لماذا ؟ لانه يتحصل على اموال بطريق غير شريف .
ولماذا لجأ االى هذا الطريق لان هناك مسئول اكبر يسلك هذا الطريق ولماذا ولماذا حتى نرى ان بعض وليس كل رجال الاعمال يبحثون عن مكاسب غير شرعية وبعض المسئولين يبحثون عن الارتقاء بالمستوى المعيشي على حساب افراد الشعب .
وبالتالى فهذا يرتشى وهذا يسرق وهذا يحابي وهذا يجامل واصبح الفساد اسلوب حياة .
فئة محدودة تسعى للترقى المادي والرفاهية والنتيجة اهمال لافراد الشعب .
وهذا نتيجة للدعة والركون الى الظهور الذى تحمى الفاسدين .
واصبح الفساد هو الحياة ذاتها وبدونها يموت الكثيرون .
ان الجراثيم والبكتريا تعيش فى الظلام وان عرضتها للشمس ماتت ، وهذا ما نعانيه منذ 30 او 40 عاما .
نعم لكل حاكم مساوئ وعيوب ، ولكن لهم كذلك ايجابيات وانجازات ، ولكن اسوأ العيوب هو انعدام الاخلاق فالحاكم المنعدم الاخلاق لا نستطيع وصفه بالانسان وقد جاء رسولنا الكريم ليتمم مكارم الاخلاق .
والواضح امامنا جميعا هو انعدام الاخلاق فكيف ننهج منهج الرسول لنتمم الاخلاق .
اننا ندعى الدين والتدين وندعى العودة لاصول الدين ، لكن من اصول الدين التفكير واعمال العقل ، تلك هى فلسفة الاسلام ، لقد جاء الاسلام ليناقش العقل ، وخلق الله الانسان وميزه بالعقل ، فكيف يكون لدينا عقل نستخدمه فيما يعصى الله ورسوله ؟.
كيف تستوى صلاتنا مع الرشوة ، فمن لم تنهه صلاة عن الفواحش فلا صلاة له ، فكيف بنا ونحن نمارس الكذب كما نتنفس والرشوة كما نتنفس والفساد كما نتنفس ؟
نرى كثيرا طابورا للعيش يقف فيه الكبير والصغير وياتى احدهم من خارج الطابور ويتقدم للامام للحصول على بعض الخبز متعللا بصداقته او قرابته لصاحب المخبز .
نرى هنا اننا ازاء اهداء للعدالة الاجتماعية والاخلاق .
العدالة الاجتماعية تعنى المساواة فى الحقوق والواجبات ، لك ما لك وعليك ماا عليك .
لم نعد نتعامل بين بعضنا البعض بسماحة وادب بل نتعامل بنظرية القبائل والاتباع .
اصبح كل من يجور على حق غيره فى العيش والحياة الكريمة لانه يعرف فلان او ان عائلته فيها كم من البشر لا يعد او ان احدهم يعرف فلانا فى المكان الفلاني .
انا قوى وانت ضعيف اذن ادوس عليك كما يداس الصرصار بالحذاء .
وهذا المبدأ الذى عودتنا عليه الحكومات والانظمة السابقة من هو معى وموافقنى على مواقفى فله كل الامتيازات ومن هو ضدي فله السجن والتضييق وقطع لقمة عيشه والكيل بمكيالين .
اصبحنا كمن يرى المبدع والمحترم كانهم حشرات يجوز لنا القضاء عليهم ونقرب الينا كل من هو متجمد الفكر موافقنى .
اصبحنا نرى مبدعينا فى الخارج يتألقون وفى الداخل يموتون لاننا لم نوفر لهم ما يساعدهم على الابداع ولم نوفر لهم المناخ المناسب للحياة الادمية .
لم نوفر لهم المسكن المناسب ولا الماكل المناسب ولا التعليم المناسب ولا حت الامكانيات المناسبة للابداع .
اصبحنا نتمسك بالشكليات وبالرموز والمؤسسات .
وكان تلك الاشياء هى آلهتنا الجدد ونسينا ان هناك اله يرانا واننا اليه راجعون للحساب .
اصبحنا نلهث وراء التليفزيون والدش والفيلا والعربية والمدارس الاجنبية والنادي ومارينا والغردقة ، نلهث وراء الحياة وكاننا حين نصلىى نغسل عنا كل الآثام التى نقوم بها طول نهارنا لنبدأ من جديد.
ان تحقيق العدالة الاجتماعية لهى رهن بالحاكم الواعى لمصلحة افراد شعبه القادم من وسط هذا الشعب ، الذى عانى من المصالح الحكومية وعانى من المحسوبية وعانى من قلة فرص العمل الخاصة وعانى من عدم وجود كهرباء او مياه صالحة للشرب او طرق نظيفة .
ان محاولة الاصلاح للافضل لهى افضل وسيلة يحقق بها  حاكم شعبية وليس بالتدين وحده يتحقق الاصلاح وليس بالاحاد كذلك .
لابد من الابدااع من اجل الاصلاح والابتكار من اجل البناء .

القضاء على الفساد من اجل العدالة 



بناء الاخلاق من اجل المستقبل .

ليست هناك تعليقات: